وكالة اخبارية عراقية مستقلة

مخيمات جنوب الموصل تُحتضر على وقع اهمال حكومي

خاص

خام -نينوى: سجلت نسب الامراض الخطيرة في عموم مخيمات جنوب الموصل ارتفاعات مقلقة في ظل عزوف وزارة الصحة العراقية والمنظمات الانسانية عن دورها الانساني والرقابي في تلك المخيمات حيث ظهرت الامراض المعدية والجلدية اضافة الى والربو والتدرن.

 

امراض فتاكة 

 

مدير طوارى مستشفى العسكري العام جنوبي الموصل الدكتور وعد سالم اكد لـ”خام” ،ان ” طفلة في الخامسة من عمرها توفيت بسبب مرض جلدي معد وفيروسات خبيثة تمكنت من جسدها طيلة العام الماضي ” .

واشار سالم  الى ، ان”اكثر من 500 طفل نازح في حالة خطرة جدا مع غياب الرعاية الصحية داخل مخيمات جنوب الموصل ”

 

مخيمات الجدعة وحمام العليل في خطر

 

ويروي نازحون مقيمون في مخيمات الجدعة داخل ناحية القيارة ( 60كم جنوب الموصل ) وهم  من سكان الموصل القديمة ، ونازحون من مخيمات حمام العليل ( 20كم جنوب الموصل )  ، ان”غالبية النازحيين في هذه المخيمات في خطر بسبب ارتفاع نسبة الامراض بعد ان اجتاحتها السيول والفيضانات ، لا سيما امراض التدرن والربو والامراض الجلدية

وتقول الحاجة ام علي 55عاما لـ”خام” ،انها”  تعيش مع احفادها الاربعة في مخيم الجدعة بناحية الحمام وهم في خطر بسبب عدم وجود كوادر طبية وشح العلاجات، وعدم امتلاك سكان المخيم اموالا تمكنهم من شراء الادوية من مدينة الموصل ” ،  مشيرا الى ان ” اصابة اي طفل داخل المخيم باي من تلك الامراض قد يؤدي الى وفاته من غير ان يحصل على العلاج “.

ويضف الحاج ابو سعدون (نازح في مخيم ناحية حمام العليل 61عاما )  لـ”خام”  ، ان”اهمال الحكومة المحلية السبب الرئيسي بتدهور الوقاع الصحي في المخيمات التي لم تخل منذ 3 اشهر من  اي وحدة طبابة او عجلة اسعاف ولم تصلها اي وحدة علاجية متنقلة لتمنح العلاجات المطلوبة لعشرات المرضى “.

ويضيف ،ان ” اسباب عديدة امنية وخدمية منعتهم من العودة الى مناطقهم المحررة منذ عامين ، فهي مازالت انقاضا حتى هذا اليوم”.

ويوجه ابو سعدون عتبه الى صحة محافظة نينوى ويقول ، ان ” الطفلة ايمان احمد غادرت الحياة بسبب اهمال الحكومة المحلية ودوائر الصحة في نينوى التي لم ترضِ الله وضميرها بمتابعة صحة النازحيين في العراء “.

 

 

منظمات انسانية مغيبة

 

من جهتها تقول النازحة ام شيماء لـ”خام ، ان ” المنظمات الانسانية التي تصل الى مخيمات قضاء مخمور والسلامية والخازر القريبة من محافظة اربيل لم تقم باي زيارة لمخيمات ناحية القيارة وناحية حمام العليل جنوب الموصل بسبب وجودها في الساحل الايمن او نواحي جنوب الموصل .

واشارت الى ، ان “تلك المنظمات لا تعمل بمقاييس العدالة ولاتعير اهمية للنازحين في المحور الجنوبي كما تفعل مع  النازحيين في المحور الشمالي، في توزيع المواد الغذائية او العلاجات او المياه  الصالحة للشرب”.

 

صحة نينوى في قفص الاتهام

 

ويدافع  الدكتور فلاح الطائي مدير عام صحة نينوى في تصريح لـ”خام ” عن دور المديرية في رعاية النازحين في مخيات جنوب الموصل ، حيث قال : ” لاصحة اطلاقا لادعاءات عدم وجود وحدات طبابة داخل هذه  لمخيمات ، فهناك فرق طبية تقوم بزيارة هذه المخيمات مرة واحدة في كل شهر او مرتين لمتابعة الاحوال الصحية للنازحيين ” مستدركا بالقول ” المديرية لا تمتلك علاجات مجانية لتمنحها للنازحيين” ، مشيرا الى ان ” وزارة الصحة تتحمل مسؤولية عدم توفير تلك الادوية “.

 

العاكوب يلوم المنظمات الانسانية

 

بدوره حمل محافظ نينوى نوفل العاكوب بعض المنظمات الانسانية مسؤولية عدم زيارة مخيمات جنوب الموصل بذرائع عدة .

ويضيف العاكوب لـ”خام” ان “المنظمات الانسانية تمتنع عن الوصول لمخيمات تشوبها بعض الاضطرابات الامنية ، لذلك نجد ان اغلب المشاكل الصحية تاتي من مخيمات الجدعة وحمام العليل “.

ويؤكد ، ان “محافظة نينوى ستخصص لجان طبية باشراف محافظ نينوى تقوم اسبوعيآ بمتابعة صحة النازحيين لمنع  تكرار حالات الوفاة كما حصل للطفلة ايمان التي غادرت الحياة بسبب الاهمال الطبي ”

وبحسب احصائية كانت قد سجلتها صحة نينوى فانا نحو 16 نازحا فارقوا الحياة منذ احداث العاشر من حزيران 2014 ولغاية 2018 ، منهم من توفي جراء الامراض الجلدية المعدية والبعض الاخر فارق الحياة بسبب الحرق والاخر جراء الفيضانات والسيول التي اجتاحت  عموم مخيمات محافظة نينوى”. انتهى (ج،م)

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.