وكالة اخبارية عراقية مستقلة

موجة غضب عراقيّة من عفو ترمب عن المتهمين بـ”مذبحة ساحة النسور”

خام-متابعة: أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب العفو عن مزيد من الحلفاء، لينضموا إلى لائحة طويلة من الشخصيات التي شملها عفو الرئيس الأميركي في الأيام الأخيرة من ولايته، والتي من ضمنها المتسببين بحادثة ساحة النسور، ما ولدت ردود أفعال عراقية غاضبة.

البيت الأبيض قال في بيان إنه بالإضافة إلى العفو عن تشارلز كوشنر – والد صهره – أصدر ترمب أيضاً عفواً عن رئيس حملته لعام 2016 بول مانافورت وحليفه القديم روجر ستون.

وكان ترمب خفّف عقوبة السجن الصادرة بحقّ صديقه ستون الذي كان حُكم عليه بالسجن لمدة 40 شهراً في إطار التحقيق حول تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016.

وأدين ستون بسبع تهم تشمل عرقلة سير العدالة والإدلاء بشهادات كاذبة والتلاعب بالشهود، وذلك في إطار قضية ركّزت على تنسيقه مع موقع “ويكيليكس” في 2016 لنشر وثاق مقرصنة مسيئة لهيلاري كلينتون، منافسة ترمب في الانتخابات الرئاسية في حينه.

ستون الذي كان ضمن فريق حملة ترمب الانتخابية في 2016، أوقف في كانون الثاني 2019 بتهم وجّهها إليه المدّعي الخاص آنذاك روبرت مولر الذي كان يحقّق في التدخل الروسي في الانتخابات.

وأدين ستون خصوصاً بالكذب في شهادة أدلى بها أمام الكونغرس بشأن الدور الذي أدّاه كوسيط بين فريق ترمب وموقع “ويكيليكس” الذي نشر سلسلة الوثائق المقرصنة التي شكّلت إحراجاً لكلينتون.

من جهته، علّق مانافورت عبر تويتر على العفو الذي شمله، قائلاً “سيّدي الرئيس، نشكرك بكلّ تواضع، عائلتي وأنا، على هذا العفو الرئاسي الذي منحتموني إيّاه. الكلمات لا تكفي للتعبير عن امتناننا”.

وكان حُكم على مانافورت (71 عاما) بالسجن سبع سنوات ونصف سنة العام الماضي بتهم احتيال عدّة كُشفت في إطار التحقيق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.

ترمب عبّر عن دعمه لمانافورت بعد إدانته، معتبرًا أنّه ضحيّة “مؤامرة”.

أمّا والد غاريد كوشنر، تشارلز كوشنر، فكان قد أدين بتهم تلاعب ضريبي.

في المجموع، أصدر الملياردير الجمهوري عفواً عن 26 شخصاً، بينما استفاد ثلاثة آخرين من تخفيف لعقوباتهم.

وتُضاف قرارات العفو هذه إلى العفو الذي أصدره ترمب الثلاثاء عن أربعة حراس أمن أميركيين، أعرب العراقيون عن غضبهم وحزنهم بعد أن أصدر ترمب عفواً عن أربعة مقاولين أمنيين من شركة بلاك ووتر أدينوا بالقتل والقتل الخطأ قبل ست سنوات لارتكابهم “مذبحة ساحة النسور”.

أطلق الأربعة، وكلهم جنود أميركيون سابقون، النار دون استفزاز في الساحة المزدحمة في عام 2007، مما أسفر عن مقتل 14 مدنياً على الأقل، رغم أن السلطات العراقية قدرت عدد القتلى بما يصل إلى 17، بينما أصيب العشرات بجروح وتسبب في تدهور العلاقات الأميركية العراقية بشدة.

“غضب مطلق”

وقال الضابط في الشرطة العراقية فارس السعدي الذي قاد التحقيقات لوكالة فرانس برس “علمت اننا لن نحقق العدالة ابداً”.

الجنرال الأميركي المتقاعد مارك هيرتلنج، الذي خدم في العراق، وصف العفو الخاص بشركة بلاك ووتر بأنه “فظيع ومثير للاشمئزاز”.

وكتب هيرتلنج على تويتر “كانت جريمة حرب جبانة أسفرت عن مقتل 17 مدنياً عراقياً، عار عليك سيدي الرئيس” مستخدماً العدد الأعلى للقتلى.

كما مدد ترمب العفو عن شخصيتين صغيرتين أخريين في تحقيق التدخل في الانتخابات الروسية لعام 2016، ومنح الرأفة لثلاثة مشرعين جمهوريين سابقين وصفتهم مجموعة “مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاقيات” في واشنطن بأنها “ثلاثة من أكثر أعضاء الكونغرس فساداً في التاريخ الحديث”.

كان الخمسة جميعاً من المؤيدين بقوة لترمب.

كما أذهل ترمب المدعين العامين في فلوريدا يوم الثلاثاء عندما خفف عقوبة السجن على فيليب إيسفورمس، وهو قطب رعاية صحية حُكم عليه في عام 2019 بالسجن لمدة 20 عاماً لإفساده برنامج الرعاية الطبية الفيدرالي بمبلغ 44 مليون دولار، وهي أكبر قضية احتيال على الإطلاق في ميديكير.

بينما لم تكن لـ Esformes صلات واضحة بترمب، فقد كان مدعوماً من قبل العديد من المدعين العامين، والمدعين العامين الجمهوريين المؤثرين الذين دعموا الرئيس.

“المزيد من العفو في المستقبل”

يُعتقد أن ترمب يدرس قرارات العفو الأخرى بما في ذلك أفراد عائلته ومحاميه الشخصي رودي جولياني وربما هو نفسه، لحمايته من التقاضي المحتمل بعد تنحيه في 20 كانون الثاني.

كما يتعرض ترمب للضغط من قبل جماعات الحقوق المدنية، للعفو عن ثلاثة أشخاص متورطين في تسريبات لمعلومات الأمن القومي – مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج، والمقاول السابق بوكالة الأمن القومي إدوارد سنودن، وموظف آخر سابق في وكالة الأمن القومي  Reality Winner.

ومن بين الأشخاص الآخرين المعروفين أنهم طلبوا العفو، الجندي الأميركي السابق روبرت بيل، المدان بقتل 16 مدنياً أفغانياً في عام 2012، وجوزيف مالدونادو باساج، المعروف باسم جو إكزوتيك، نجم الفيلم الوثائقي الناجح على شبكة نتفليكس “Tiger King”، المدان بمحاولة استئجار رجل لقتل منافس.انتهى(ع-ع)

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.