خام-متابعة: أكّدت الولايات المتحدة الأميركية احترامها لسيادة العراق وسلامة أراضيه، والقرارات ذات الصلة الصادرة عن السلطات التشريعية والتنفيذية العراقية خلال الجلسة الجلسة السياسية والدبلوماسية مع الجانب العراقي في إطار الحوار الستراتيجي بين البلدين.
وناقش الطرفان خلال الاجتماع السبل التي تمكن الولايات المتحدة من دعم الحكومة العراقية، فيما تستعد للانتخابات البرلمانية، من خلال زيادة الدعم لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، كما أكد الطرفان على ضرورة محاسبة مرتكبي أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين.
وجددت الولايات المتحدة التزامها المستمر بدعم العراق في تقديم حلول دائمة للنازحين داخلياً، تكون طوعية وآمنة وكريمة، ومساعدة المجتمعات التي استهدفها تنظيم داعش بالإبادة الجماعية.
وفيما يلي نص بيان حكومتي العراق وأميركا بشأن الحوار الستراتيجي بين البلدين:
“عقدت الحكومة العراقية بقيادة وزير الخارجية فؤاد حسين والحكومة الأمريكية بقيادة وزير الخارجية مايكل بومبيو اجتماعا للجنة التنسيق العليا في واشنطن العاصمة اليوم، وذلك على النحو المحدد بموجب اتفاق الإطار الستراتيجي لعلاقة الصداقة والتعاون بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأمريكية والمبرم في العام 2008. أعاد الطرفان التأكيد على التزامهما بعلاقة ثنائية متينة وإنتاجية، واشتملت المناقشات في جلسات منفصلة على شؤون الاقتصاد والطاقة والصحة والبيئة والقضايا السياسية والدبلوماسية والأمن ومكافحة الإرهاب والتعليم والعلاقات الثقافية.
وحدد العراق في الجلسة الاقتصادية أفكاره لخطط الإصلاح الاقتصادي التي من شأنها أن تطلق العنان لنمو أسرع وقطاع خاص أكثر حيوية. وجددت الولايات المتحدة دعمها للإصلاحات الاقتصادية في العراق وحددت مجالات تعاون قد تساعد العراق في تنفيذ خططه. وناقش البلدان التنسيق مع المؤسسات المالية الدولية لمساعدة العراق على التعافي من انخفاض أسعار النفط وكوفيد-19 ووضع البلاد على مسار مالي أكثر استدامة. تنوي الدولتان التعاون في مجال الحكومة الإلكترونية وإصلاحات القطاع المالي وشراكات القطاع الخاص لتعزيز التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة والعراق. وتتطلع الحكومتان إلى عقد اجتماع لمجلس اتفاقية إطار التجارة والاستثمار في وقت لاحق من هذا العام لمتابعة اجتماع حزيران/يونيو 2019.
ناقش الطرفان في جلسة الطاقة الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لزيادة إنتاج الكهرباء والغاز المحلي وتقليل حرق الغاز المهدر وتنفيذ إصلاحات سوق الطاقة. وتنوي الحكومتان عقد اجتماع للجنة التنسيق المشترك بشأن الطاقة عما قريب لمناقشة هذه المواضيع بمزيد من التفصيل. ووقعت الحكومة العراقية على هامش اجتماع اليوم على اتفاقيات طاقة هامة مع شركات أمريكية، بما فيها جنرال إلكتريك وهاني ويل يو أو بي وستيلار إنيرجي، بالإضافة إلى مذكرات تفاهم مع شيفرون وبيكر هيوز كأمثلة ملموسة على شراكة الولايات المتحدة والعراق في مجال الطاقة. أشارت كل من الولايات المتحدة والعراق إلى التعاون المستمر مع وكالة الطاقة الدولية لتطوير خطط لإصلاح تعرفة الكهرباء في العراق. وتنوي الحكومتان مواصلة التعاون مع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي بشأن توصيلات الكهرباء في العراق ودول مجلس التعاون الخليجي واستثمار الطاقة. وقد رحبت الولايات المتحدة بالتقدم المحرز في المحادثات بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كوردستان في ما يتعلق بقضايا الميزانية والطاقة.
أشارت كل من الولايات المتحدة والعراق خلال الجلسة الصحية والبيئية إلى شراكتهما المستمرة لمكافحة كوفيد-19 ونيتهما التوقيع على مذكرة تفاهم لتوسيع التجارة الصحية الثنائية. كما ناقشت الحكومتان أيضا التعاون الجاري بشأن القضايا البيئية والمائية والعلمية وتخططان لعقد اجتماع منفصل للجنة التنسيق المشتركة حول هذه المواضيع.
وفي خلال الجلسة السياسية والدبلوماسية، أعادت الولايات المتحدة التأكيد على احترامها لسيادة العراق وسلامة أراضيه والقرارات ذات الصلة الصادرة عن السلطات التشريعية والتنفيذية العراقية. وناقش الطرفان أفضل السبل التي تمكن الولايات المتحدة من دعم الحكومة العراقية فيما تستعد للانتخابات البرلمانية، بما في ذلك من خلال زيادة الدعم لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق. كررت الدولتان دعمهما لحرية التعبير وحرية الإعلام وضرورة محاسبة مرتكبي أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين. تدعم الولايات المتحدة جهود العراق لتحسين العلاقات مع الدول المجاورة وتنوي مساعدة الحكومة العراقية في هذا المسعى. وأكدت الولايات المتحدة مجددا التزامها المستمر بدعم العراق في تقديم حلول دائمة للنازحين داخليا تكون طوعية وآمنة وكريمة، ومساعدة المجتمعات التي استهدفها داعش بالإبادة الجماعية. وأقر الجانبان بضرورة تحسين وصول المنظمات الإنسانية.
وأعادت الولايات المتحدة والعراق التأكيد خلال جلسة الأمن ومكافحة الإرهاب على التزامهما بتحقيق الأهداف المشتركة من خلال التنسيق الأمني الثنائي والتعاون المستمر بين قوات الأمن العراقية والتحالف الدولي لهزيمة داعش بقيادته الأمريكية. وأشاد الوفدان بالقدرات المتزايدة لقوات الأمن العراقية ونجاحها المشترك في محاربة داعش، مما مكن التحالف الدولي من الانتقال إلى مرحلة جديدة تركز على تدريب قوات الأمن العراقية وتجهيزها ودعمها. لقد أعربت الحكومة العراقية عن امتنانها للتحالف الدولي وأكدت استعدادها لتسهيل عملية الانتقال هذه وأكدت التزامها كدولة مضيفة بتوفير الحماية لأفراد التحالف والمنشآت الدبلوماسية في العراق. وتماشيا مع متطلبات هذه المرحلة الجديدة، خرج التحالف الدولي من بعض القواعد العسكرية العراقية وخفض قواته القتالية في العراق. ويخطط الجانبان لإجراء محادثات فنية منفصلة لإدارة التوقيت والانتقال إلى المرحلة الجديدة، بما في ذلك أي عمليات إعادة انتشار مرتبطة بها من العراق. وأقر الوفدان الأمريكي والعراقي بالتقدم الذي أحرزته المؤسسات الأمنية الاتحادية العراقية ووزارة شؤون البيشمركة في إقليم كوردستان في مجال تنسيق جهودهما لمحاربة فلول داعش، كما ناقشا سبل تعزيز هذا التعاون.
وناقش الوفدان في جلسة التعليم والثقافة الدعم الأمريكي السابق والحالي لجهود العراق الرامية إلى تعزيز التعليم العالي بالتعاون مع الجامعات الأمريكية في العراق، وذلك من خلال برنامج فولبرايت ومبادرة شراكة التعليم العالي مع السفارة الأمريكية. وقد حددت الولايات المتحدة والعراق سبل إضافية لدعم خطط العراق لمعالجة أولويات إصلاح التعليم العالي وتعزيز الشراكات الجامعية الأمريكية العراقية. واستعرض الجانبان أيضا التقدم المحرز في إعادة أرشيف حزب البعث إلى العراق باعتباره قطعة أثرية مهمة في تاريخ العراق. وناقش الوفدان جهودهما المشتركة الرامية إلى الحفاظ على التراث الثقافي الغني للعراق وتنوعه الديني، وأكدا مجددا التزامهما بالتعاون لإعادة الممتلكات الثقافية العراقية التي تم إرسالها بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة إلى مكانها الصحيح في العراق”.