وكالة اخبارية عراقية مستقلة

البنتاغون بتقرير صادر عام 2017: كورونا سينتشر ويُحدث أزمة عالمية

خام-متابعة: قبل عامين من ظهور فيروس كوورنا، أصدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تقريراً من 103 صفحات حول احتمالية انتشار وباء مشابه لكوفيد 19، محذرةً البيت الأبيض من تداعياته.

ويعرض التقرير جانباً واسعاً من المشاكل التي تعصف بالولايات المتحدة وأغلب دول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا حالياً. 

ورغم أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أكد في العديد من المناسبات  عدم إمكانية التنبؤ بانتشار فيروس مشابه لكورونا، لكن البنتاغون أرسل في 2017 تقريراً إلى البيت الأبيض، جاء فيه: “يمكن لكارثة بايولوجية مأساوية أن تشكل تهديداً للناس والحيوانات والنباتات والبيئة والصحة والاقتصاد والأمن القومي للولايات المتحدة”، مبيناً أنه “لا بد من رد فعل سريع وفعال لتقليل الخسائر في الأرواح والتداعيات السيئة له”. 

 التقرير الذي حصلت مجلة “نيشن” الأميركية على نسخة منه أشار إلى احتمالية انتشار “مرض مرتبط بالجهاز التنفسي وبالأخص وباء انفلونزا جديد وهو الاحتمال الأرجح”.

 كوفيد 19 وباء ناشئ عن طفرة في فيروس كورونا وتغير شكله حيث يهاجم الجهاز التنفسي، والغريب أن التقرير أشار في الكثير من المواضع إلى فيروس كورونا ذاكراً اسمه، حيث ورد فيه أن “مرض كورونا المُعدي منتشر في العالم”. 

ولم تستبعد وزارة الدفاع الأميركية أن لا تجدي أجهزة تشخيص وعلاج الفيروسات نفعاً مع الفيروس المستجد، الأمر الذي يتسبب بتفشي الفيروس بسرعة كبيرة في العالم بأسره. 
 
الحكومة الصينية أعلنت في 11 كانون الثاني عن أول حالة وفاة بفيروس كورونا وحينها كان عدد الإصابات المؤكدة في البلاد لا تتعدى 41 حالة، لكن مدينة ووهان وهي بؤرة انتشار الفيروس سجلت خلال أقل من ثلاثة أشهر، مليوناً و200 ألف إصابة. 

وذكر التقرير أن “انتشار الفيروس في مجتمع صغير يمكن أن يتحول بسرعة إلى أزمة  صحية تطال العديد من الدول ويصيب الملايين، ناهيك عن المشاكل التي يتسبب بحدوثها لكل جوانب الحياة، وقد يكون الانتقال السريع للفيروس وشدته إحدى خصائص الفيروس، ومن الوارد جداً أن يؤثر على التأمين الصحي”. 
 
وحمل تقرير البنتاغون اسم (خطة فرع يو إس نورث كوم 3560: الاستجابة لوباء الانفلونزا والأمراض المُعدية) وأعد للاستخدام الرسمي بتاريخ 6 كانون الثاني 2017. 
 
وخلال الشهر الماضي سحبت الولايات المتحدة طاقمها الدبلوماسي من بغداد وأربيل، عازيةً أحد أسباب الخطوة إلى انتشار فيروس كورونا، وقبل سنتين توقعت وزارة الدفاع الأميركية أن يؤثر فيروس شبيه بكورونا على “جهوزية وفعالية” القوات الأميركية. 

 وباء كوفيد 19 تحول من أزمة صحية إلى أزمة متعددة الجوانب، وأشارت الفقرة الـ462 من التقرير المتعلقة بـ”تهديدات الاستراتيجية الوطنية”، إلى أن الوباء “سيكون له عواقب وخيمة على الأمن القومي الأميركي، ومنها التداعيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية العصيبة على المستوى المحلي والدولي”. 

 تفشي فيروس كورونا وضع دول العالم أمام مشكلة نقص وسائل الوقاية ورعاية المصابين، حيث أن الدول التي تتصدر عدد الإصابات تئن تحت وطأة قلة أجهزة التنفس والأدوات الاحترازية سواء للكوادر الطبية أم المواطنين. 
 
وخلال الأسبوع الماضي، أفاد مسؤولان في الأمن القومي الأميركي لصحيفة نيويورك تايمز، بأن المخازن الاستراتيجية الوطنية الأميركية على وشك أن تفرغ من مستلزمات الوقاية من كوفيد 19. 

 ومن مجموع مليون و236 ألف إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في العالم منها 67 ألفاً و237 حالة وفاة حتى مساء الأحد، كان 25% من الإصابات و11% من الوفيات في الولايات المتحدة لوحدها، وتسبب الارتفاع الهائل لعدد الإصابات بضغط غير مسبوق على القطاع الصحي الأميركي ومستودعات المستلزمات الطبية الوطنية. 
 
توقع البنتاغون قبل عامين مواجهة الوضع القائم حالياً، مشيراً إلى أن نقص المستلزمات سيحدث تنافساً وصراعاً لضمان الحصول عليها، ومنها أجهزة التنفسي الاصطناعي والأقنعة الواقية (الكمامات)، القفازات، والأدوات اللوجستية والطبية والقوة البشرية الصحية. 

ووفقاً لتقرير نُشر مطلع الشهر الجاري عن معهد بلومبيرغ للصحة العامة في جامعة جون هوبكينز، فإن لدى الولايات المتحدة الآن 64 ألف جهاز تنفس اصطناعي كاملة المواصفات، إلى جانب 89 ألف جهاز أقل جودة لكنها قابلة للاستخدام الطارئ. 

أزمة نقص الكمامات بلغت حداً جعلت الحكومة الألمانية تتهم الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي بارتكاب “قرصنة حديثة”، حينما تم تحويل مسار شحنة كمامات N95 تحتوي على 200 ألف قطعة بعيداً عن مسارها من برلين إلى واشنطن خلال نقلها عبر مطار تايلندي. 

ليس ذلك فحسب، بل تسبب نقص أسِرَّة المستشفيات وأجهزة التنفس الاصطناعي بمعضلة كبرى لإسبانيا وإيطاليا واللتان تأتيان بعد الولايات المتحدة في تصدر أعداد المصابين بفيروس كورونا، وتضمن التقرير الصادر في 2017 أن “الدول الصناعية الكبرى ستواجه أيضاً شحة في عدد الأسِرَّة وبقية المستلزمات ومنها أجهزة التنفس الاصطناعي”. انتهى(ع-ع)

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.