خام – صلاح الدين: دق متخصصون برعاية الايتام في محافظة صلاح الدين، ناقوس الخطر، من ظاهرة التشرد والتسول واستثمار الاٍرهاب والتوظيف لأغراض شخصية لهذه الشريحة التي تفتقر للمأوى وأحيانا تعيش بلا وثائق.
قضية مركبة
فقد حسين الطائي ابيه عام ٢٠٠٣ بهجوم إرهابي ،عندما كان عمره عشر سنوات، وقرر ان يهب جهده لرعاية الايتام فواجه التحديات والمعاناة المركبة، ففي صلاح الدين يعاني الايتام من غياب الملاذ الأمن و الرعاية الحكومية.
ويقول الطائي لـ(خام)، انا “متطوع لحماية ورعاية الايتام وهناك زيادة في اعداد المتسولين وتوظيف هذه الشريحة لمكاسب شخصية وجماعات إرهابية”.
ويتابع الطائي انه “تطوع منذ اربع سنوات لخدمة الايتام الذين تشير الإحصاءات الأولية إلى وجود أكثر من 5600 شابا من كلا الجنسين”، منتقدا “غياب المسح والاهتمام لتحديد العلاج”.
ويتابع ان “صلاح الدين لايوجد فيها اكثر من ثلاث بيوت للأيتام ولايستوعب المبنى في تكريت اكثر من 100 طفل”.
ومايزيد من ماساة الطائي ان معاملة تعويض والده لم تنجز لحد الان.
ويضيف الطائي، انه “رئيس منظمة صناع المستقبل ويشرف على تأهيل وتدريب 20 يتيما سنويا لحمايتهم من عادة التسول ويحاول دمجهم بالمدارس”.
ويشتكي الطائي واغلب المشرفين على رعاية الايتام من “غياب الدعم الحكومي وعدم تخصيص دور لاحتضانهم، محذرا من اختلاط ابناء الشهداء مع أقرانهم ذوي الدواعش وتأثيرهم السلبي”.
ويدعو الى “محاربة ظاهرة التشرد بتوفير رواتب من الرعاية الاجتماعية وفرص عمل”، مطالبا “بإجراء مسح ميداني لتحديد الاعداد”، مبينا “ضرورة معالجة الوضع وتوفير وثائق تثبت عراقية البعض من الايتام”.
نقص الخبرة
وتتحدث نجوى حسين، مسؤولة منظمة دعم المرأة، لـ(خام) عن خشيتها من تفاقم وضع الايتام في ظل تجاهل المراكز البحثية والرعاية الحكومية.
وتضيف ان “بعض المشرفين على رعاية الايتام تنقصهم الخبرة في هذا الميدان”، لافتتة الى “مساعي داعش لكسب هذه الشريحة كمسلحين بالمستقبل”.
وتلفت الى ان متابعتها أفرزت ان “داعش يستخدم جهد إعلامي للتأثير على عقول هؤلاء ويستثمر حاجتهم”.
وتؤكد “وجود عوائل تجبر اليتيم على التسول للانتفاع منه كما ان جهات مغرضة تستفيد من مكاسبهم المادية وتبتزهم بتوفير المأوى والحنان مقابل جمع الأموال بطرق متعددة،فالايتام صيد ثمين”.
تسول اجباري
وعند احد المطاعم وسط تكريت يحرص عبدالسلام (تسع سنوات) على التواجد بملابس رثة وشعر كثيف وهو يستعطف المارة لتكريمه باي مبلغ ويشكو الحاجة ويتفنن “بالگدية” والتوسل.
ويقول لـ(خام) ان العائلة التي يأوي اليها تجبره على ترك المدرسة وامتهان التسول برغم انه يغار من اقرانه وهم يذهبون صباحا الى مدارسهم بينما يرتدي هو ملابس الشحاذين ويجوب شوارع المدينة لجمع المال.
واضاف انه كان يستفيد من رعاية الطائي لكن الدار غير كافية وانه وجد راحة اكثر مع العائلة الجديدة لكنهم يريدون المال ويطلبون منه عشرة آلاف دينار يوميا، مبينا انه “فقد والده وان والدته تزوجت وواجه حياة صعبة بلا معيل ولا سند حكومي”.
ويقول مراقبون ان شريحة الايتام قنبلة موقوتة وربما يستفيد منهم جهات مختلفة منها توظيفهم لكسب الأموال متناسين حقوقهم كأطفال وان رعايتهم الانسانية واجبة. انتهى (ع.م)