وكالة اخبارية عراقية مستقلة

احصائيات صادمة لأعداد المصابين بأمراض السرطان بالموصل

 

خام – نينوى: احصائيات رسمية صادمة اعلنت عنها مستشفى الطب الذري بالموصل كشفت عن ارتفاع معدلات المصابين بامراض السرطان ولوكيميا الدم جراء الاوضاع الصحية السيئة  التي مرت بها محافظة نينوى أبان احداث داعش ومازالت تعاني من نقص حاد في الادوية.

ويقول مدير مستشفى الطب الذري هاشم الصفار في تصريح لـ “خام”: ان”عدد المصابين بمرض السرطان داخل الموصل يصل الى 40% من اجمالي اعداد المرضى في المحافظة، وهذا يهدد الصحة النفسية لدى المواطنيين”،  لافتا ان “نسبة الاصابة تزداد اكثر في اقضية ونواحي الموصل مع شح الجرع الكيميائية والذرية في صحة نينوى”.

من جهته قال الطبيب وليد خالد ( مستشفى لوكيميا الاطفال في الموصل) لـ  “خام”، ان”عدد الاطفال المصابين بلوكيميا الدم بلغ  604 مصابين في عموم محافظة نينوى”.

واشار خالد الى “شفاء نحو 37 حالة بعد  تحرير الموصل مطلع عام 2017، ووفاة 98 حالة خلال سيطرة داعش منذ احداث 2014″، مشيرا الى ان “الحصار الذي فرضه داعش، منذ  احداث العاشر من حزيران، منع وصول الادوية الخاصة بعلاج المرض، او خروج المواطنين للحصول على العلاج لابنائهم خارج الموصل تسبب بوفاة ذلك العدد الكبير من الاطفال، واغلبيهم من حديثي الولادة”.

 

 شح  الجرع الكيميائية

 

وفي الوقت الذي تتصدر في محافظة نينوى بقية المحافظات بمعدلات المصابين بهذه الامراض الخطيرة، تعاني مدينة الموصل وبقية الاقضية التابعة للمحافظة من نقص حاد بجرع الادوية الكيميائية والذرية.

وتقول الاختصاصية سعاد كنان، لـ”خام”،  ان “صحة نينوى لم تتسلم سوى حصة قليلة جدا من تلك الجرع وهي لا تتناسب مع اعداد المصابين بامراض السرطان، في وقت سجلت صحة نينوى عام 2018 وفاة 76 حالة اغلبها من النساء اللائي لم يحصلن على جرع كافية للشفاء من المرض”.

وتؤكد السيدة ام عدنان (ام لصبيين مصابين بالسرطان)، ان “سواء الغذاء وشح العقاقير الطبية تسبب بوفاة احد ابنائي وكان مصابا بسرطان الحنجرة”

واشارت وهي تذرف دموع الحزن الى ،ان” ابنها الثاني مازال حيا بعد ان حصل باعجوبة على جرع باهضة الثمن من مذاخر اهلية”، معربة عن املها في ان “تلتفت الحكومة العراقية لمحافظة نينوى وتوفر الادوية المطلوبة لعلاج المصابين بهذه الامراض الفتاكة”.

 

من يتحمل المسؤولية؟

 

وتحمل السيدة لمياء عباس، الحكومتين المركزية والمحلية مسؤولية وفاة احد ابنائها (سامر)، الذي وفاه الاجل بـ”سبب اصابته بمرض السرطان، وعدم قدرتها على توفير الاموال الكافية لشراء العلاج الكيمائي اللازم له، بينما لم توفر صحة نينوى اي منها”، مشيرة الى ان “ذوو المصابين بهذه الامراض يقفون على مدى اشهر امام  المذاخر الحكومية بشكل شبه يومي، علّهم يحصلون على العلاج المطلوب لكن دون جدوى”.

وختمت بالقول، ان “الجرع الكيميائية ان وصلت الى المستشفيات الحكومية في اسرع وقت فستسهم في انقاذ حياة اكثر من 1000 مصاب بعموم نينوى”.

ويؤكد اختصاصيون في  المستشفى العام في الموصل لـ”خام ” ، ان  الهدف من العلاج الكيمائي والذري هوالإزالة الكاملة للخلايا المصابة بالمرض دون ضرر  ببقية اجزاء الجسم، فأحيانا يمكن أن يتحقق هذا عن طريق الجراحة، ولكن ميل السرطان لغزو الأنسجة المجاورة أو الانتشار إلى مواقع بعيدة بواسطة الانبثاث المجهري غالبا ما يحد من فعاليتها.

وتقتصر فعالية العلاج الكيميائي في كثير من الأحيان على  مقدار ماتسببه من سمية للأنسجة الأخرى في الجسم، وكذلك الإشعاع الذري الذي يمكن ان يتسبب بالضرر للأنسجة غير المصابة .

ويوضح الدكتور ذنون جميل، ان “السرطان يشير إلى 21 فئة من الأمراض،  ومن  غير المحتمل أن يكون هناك طريقة واحدة للعلاج او جرعة كيميائية ثابتة لجميع الحالات”، مشيرا الى، ان “تعدد انواع الجرع ونسبها والحاجة الى اجراء فحوصات وزروع مختبرية يزيد من صعوبة حصول مرضى نينوى على العلاج المطلوب في الوقت المناسب “.

هذ وقد وجه الاطباء الاختصاص وذوو المرضى نداءات عاجلة عبر “خام” الى الحكومة العراقية من اجل توفير الادوية المطلوبة لهذه الامراض التي فتكت بالمئات من ابناء المحافظة ، ومازال مئات اخرون ينتظرون وصول العلاج قبل فوات الاوان “. انتهى (ج،م)

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.