وكالة اخبارية عراقية مستقلة

سرايا السلام تواصل استعراضاتها العسكرية في بغداد وعدة محافظات “منعاً لاستهداف المراقد” وتهدد بـ”قطع الأيدي”

خام-بغداد: واصلت سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الليلة الماضية، تنظيم استعراضات عسكرية في العاصمة العراقية بغداد وعدة محافظات عراقية، تلبية لدعوة حذرت من وجود اتفاق “بعثي – داعشي”، للهجوم على مراقد بغداد وكربلاء والنجف.

وقال المتحدث باسم السرايا، صفاء التميمي في تغريدة على موقع تويتر إن “أيَ يدٍ تمتدُ الى مقدساتنا (الشيعية او السنية) سنقطعها”.

التميمي أشار أيضاً في تصريح إعلامي إلى أن الانتشار الأخير جاء “بالتنسيق مع العمليات المشتركة، وليس بديلاً عن القوات الأمنية، وسينتهي بعد زوال الخطر”. 

الاستعراض العسكري استمر طوال ساعات الليل، رغم تحذيرات رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي الذي قال مساء أمس، في تغريدة له على تويتر: “لن نتنازل عن بناء الدولة وهيبتها، أنجزنا الكثير  لحل الأزمات الأمنية والاقتصادية والصحية، الانتخابات استحقاق وطني يحتاج إلى التضامن السياسي والاجتماعي، البناءُ لا يتم بالتجاوز على الرموز والمقدسات الدينية والوطنية وضرب المؤسسات وقطع الطرق، بل بدعم الدولة”، متوعداً: “لن نتهاون مع المتجاوزين”.

صالح محمد العراقي الذي يُعرف نفسه بأنه وزير زعيم التيار الصدري أشاد بهذه الخطوة مخاطباً سرايا السلام بالقول: “ما أجمل طاعتكم ودِقتكم في العمل ونشاطكم وسرعتكم في التطبيق يا سرايا السلام يا حماة الوطن
فقد أخفتم العدو وأغظتم أعداء العراق وأثلجتم قلوب الشعب ورفعتم رأس قائدكم بكل فخر واعتزاز”. 

وكان العراقي قد أعلن مساء أمس، عن وجود اتفاق “بعثي – داعشي”، للهجوم على مراقد بغداد وكربلاء والنجف.

ووفقاً لتغريدة على تويتر، أكد العراقي الذي عرف نفسه  في نهاية التغريدة بصفة “وزير القائد” وصول “معلومات شبه مؤكدة” تفيد بوجود اتفاق “بعثي داعشي وبعض المندسين”، للهجوم على بعض “المقدسات”، في النجف وكربلاء والعاصمة بغداد، عاداً الاستهداف لايخص المراقد الشيعية، وهو لنشر “الفتنة والفوضى”.

وعقب تغريدة العراقي، قال مدير المكتب الإعلاميّ لزعيم التيار الصدري حيدر الجّابري، في بيان تلقت شبكة رووداو الاعلامية نسخة منه إنه “بعدَ ورودِ معلوماتٍ مؤكدةٍ عن استهدافِ أمنِ بغدادَ الحبيبيةِ والمقدساتِ، أُعلنت الجهوزيةِ التّامةِ لأبناءَ سرايا السلامِ، للدفاعِ عن العراقِ ومقدساتهِ، الشيعيّة والسنيّة والمسيحيّة”.

الجابري تابع ان سرايا السلام، “تحتَ أُمرةِ الصدرِ لصدِّ أيَّ اعتداءٍ غاشمٍ يستهدفُ أمنَ العراقِ وسيادتهِ. جنبًا إلى جنبٍ مع قواتنا الأمنية البطلة لمنعِ عبثَ العابثينَ والمأجورين”.

وعلى ضوء تغريدة الصدر وتصريحات المكتب الخاص، جابت مركبات مسلحة، شوارع العاصمة بغداد، ومحافظتي النجف وكربلاء، مقيمة سيطرات لتفتيش المركبات والمارة.

وبدأ هذا التصعيد، منذ يوم الجمعة الماضي، حينما أقام العشرات احتفالية داخل قاعة اتحاد الادباء في النجف، لاستذكار حادثة اقتحام ساحة الصدرين والتي كانت معقل المتظاهرين في المحافظة العام الماضي من قبل مسلحين يُشتبه بانتمائهم “للقبعات الزرق” وهي إحدى التشكيلات المؤتمرة بإمرة الصدر حيث شهدت الاحتفالية رفع شعارات ضد التيار الصدري.

حيث علق المتحدث باسم الصدر، صالح محمد العراقي في بيان تلقت شبكة رووداو الإعلامية نسخة منه على ما جرى قائلاً إن ما حدث في مقر أدباء النجف لا يمثلهم على الاطلاق “بل قد صدر من مجموعة بعثية ودواعش أو أناس لا وطن لهم غير التشبه بالغرب وعشق العدو الصهيوني، لأن مثل تلك الأفعال تفرح العدو وتثير الفتنة”.
 
العراقي أوعز بعدم التظاهر أمام مقر الأدباء، وأضاف: “سنتصرف بطرق اجتماعية وقانونية أخرى وسنجعلهم عبرة للجميع، فكيل التهم جزافاً جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون ولقد وجّه سماحته مسؤوله الأمني الخاص بحماية المقر”.

ورغم أن “سرايا السلام” منضوية في قوات الحشد الشعبي إلا أنها تدين بالولاء للصدر، وتُعتبر الجناح العسكري للتيار الصدري.

وعلى مدى السنوات الماضية، تكررت التحذيرات من هجمات مسلحة تستهدف مراقد دينية، خاصة مع قرب موعد الانتخابات، بعدما أدى استهداف مرقد الامامين العسكريين في سامراء بمحافظة صلاح الدين في 22 شباط 2006 إلى اندلاع حرب طائفية في العراق.

يأتي هذا في الوقت الذي يؤكد القائد العام للقوات المسلحة سعيه لتعزيز دور القوات الأمنية وأجرى مؤخراً عدة تغييرات في مناصب عليا، حيث قال عقب تفجيري ساحة الطيران في بغداد قبل أسابيع من الآن والذي أودى بحياة 32 شخصاً وإصابة العشرات: “سنقوم بواجبنا لتصحيح أي حالة تهاون أو تراخ أو ضعف في صفوف القوات الأمنية التي أحبطت خلال الأشهر الماضية المئات من العمليات الإرهابية المماثلة”، مبيناً: “لن نسمح بتشتت الجهد الاستخباري أو تعدد مصادر القرار في القوى الأمنية، وسنعمل على تنفيذ تغييرات أمنية حسب ما تقتضيه الضرورات الميدانية، وأن هذه التغييرات لن تخضع للضغوطات والإرادات السياسية”.انتهى(ع-ع)

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.