خام-بغداد :
كشفت وثائق حكومية عن تسلم رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي طلبا من واشنطن، لنشر منظومة ”باتريوت“ في قاعدتي عين الأسد وأربيل.
وتعرضت هاتان القاعدتان لهجوم بعد أغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، رغبتها بنشر هذه المنظومات في العراق.
وبحسب الوثائق (مؤرخة بـ2 شباط 2020)، فإن عبدالمهدي رد على طلب وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر قائلا: نتفق معكم على أن المنظومة هي منظومة دفاعية لكن إدخالها إلى البلاد سيغير من معطيات إستراتيجية تتعلق بأمن العراق عامة، وبالتالي أمنكم وأمن المنطقة أيضا“.
وأضاف عبدالمهدي: ”فقد يرى من تفكرون بردعه – كما يرد في رسالتكم – تطويرا لاستعدادات حربية، فإن كانت النوايا هجومية كما تفترضون فقد يبدأ أو يبدأون بتطوير وسائل هجومية أخرى من قذائف هاون وصواريخ وهجمات متفرقة، ما سيعقد الأوضاع ويجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة“.
وتابع: ”فنرى أنفسنا وسط مسلسل تصعيدي، بينما هدفنا جميعا هو تخفيف التوتر وضمان عدم حصول هجمات لا من طرف القوات الأمريكية، ولا من طرف إيران أو أي طرف آخر“.
وتساءل عبدالمهدي: ”هل ستستخدم هذه المنظومة ضد ضربات إسرائيل التي هاجمتنا مرارا بحسب علمنا من قبل ممثليكم بالذات؟ أو ضد داعش؟ أو أي دولة أخرى؟ أضف إلى ذلك أن لدينا قرارا بانسحاب القوات الأجنبية من العراق صادرا من الحكومة ومجلس النواب“.
وأشار رئيس الوزراء العراقي في رده على الطلب الأمريكي إلى أن ”استقدام أنظمة باتريوت لن يفسر أنه دفاع عن القوات الموجودة المطلوب تخفيض أعدادها تدريجيا، بل سيفسر على عكسه، ما سيعقد أكثر من الأوضاع، ويخلط الأوراق، بما لا يحمل مصلحة للولايات المتحدة والعراق والمنطقة“.
وطلب عبدالمهدي من وزير الدفاع الأميركي ”التريث في الموضوع لحين استكمال التشكيلة الوزارية الجديدة، لتتخذ ما تراه من قرار مناسب أو الذهاب إلى مجلس النواب لاستحصال موافقته“.
ودعا إلى ”دراسة جدوى احتمال توريد هذه المنظومة لمصلحة العراق بتسهيلات دفع ميسرة وبإشرافه، وتحت سيادته، مع مساعدة فنية من قبلكم ليشكل نظاما دفاعيا متكاملا عن كامل أراضيه وقواعده، وبهذا نسد النقص الذي تقدرون أن الدفاعات الجوية العراقية غير مؤهلة لتغطيته“، مشيرا إلى أن ”هناك قرارا سابقا للمجلس الوزاري للأمن الوطني للتفاوض مع الدول المالكة لمثل هذه المنظومات لتحقيق الحماية للأجواء العراقية“.
واستهدفت إيران قاعدتي عين الأسد وأربيل بعدة صواريخ في كانون الثاني/ يناير الماضي، ردا على اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.انتهى (1)