وكالة اخبارية عراقية مستقلة

الأمير هاري وميغان ماركل يقرران اعتزال الحياة الملكية

“تظاهرنا بالشجاعة لكن الألم لا يوصف”، لم تفلح تلك الكلمات التي حاول من خلالها الأمير هاري استعطاف الصحافة البريطانية في الكف عن إيذائه وزوجته ميغان ماركل، ورغم مرور ثلاثة شهور على إعلان الأسرة الملكية الصغيرة عن رغبتها في حياة هادئة بعيدا عن الأضواء، فإن أمورا مؤلمة دفعت الزوجين لإعلان اعتزالهما الحياة الملكية والعزم على الاستقلال المالي بعيدا عن العائلة الملكية البريطانية، وذلك بعد العودة مباشرة من إجازة ملكية في كندا استغرقت ستة أسابيع.

فقد أعلن الحساب الرسمي للأمير هاري وماركل على إنستغرام عن “اعتزالهما دورهما الملكي كدوقا ساسكس بعد شهور من التفكير والمناقشات الداخلية”، مع التأكيد على دعمهما الكامل للملكة إليزابيث الثانية، والأمير تشارلز -أمير ويلز- والأمير ويليام -دوق كمبريدج- وجميع الأطراف ذات الصلة.

كما أشار الزوجان في بيانهما إلى “نيتهما العيش بين بريطانيا وشمال أميركا، مع الحرص على تربية طفلهما الوحيد وفقا للتقاليد الملكية التي ترعرعا فيها.”

ورطة القصر
من جانبه، أصدر قصر باكنغهام بيانا مقتضبا وصف من خلاله المحادثات مع دوقا ساسكس بأنها في مراحلها الأولى، ورغم تفهم القصر لرغبتهما في اتباع منهج مختلف، فإن هذه قضية معقدة سوف تحتاج لمزيد من الوقت حتى تنجح.

البيان الذي صدر بعد ساعات قليلة من إعلان هاري وماركل اعتزال الحياة الملكية، لم يفصح عن الأسباب التي دفعت الزوجين لاتخاذ هذا القرار، رغم النفي الملكي المتكرر لوجود خلافات بين الشقيقين هاري ووليام وزوجتيهما ميغان وكيت ميدلتون.

لكن من الواضح أن الملكة إليزابيث لم تُستشر في هذا القرار الذي وصف بأنه محبط للكبار في العائلة الملكية.

ماذا يعني اعتزال الحياة الملكية؟
وفقا للتقاليد الملكية، لا بد من موافقة الملكة على القرار، وربما يحتاج الأمر إلى موافقة من البرلمان، لهذا سيحتفظ الزوجان بألقابهما الملكية، خاصة أن خروجهما لم يكن مرتبطا بفضيحة أو أزمة ملكية، وبحسب خبيرة العائلة المالكة البريطانية مارلين كونيج في تصريح لمجلة تايم، فإن هاري وماركل سيستمران في أعمالهما الخيرية وواجباتهما تجاه العائلة الملكية إن أرادا ذلك.

الاستقلال المادي
كيف سيستقل دوقا ساسكس عن العائلة الملكية؟ هذا هو السؤال الأبرز بعد إعلانهما اعتزال الحياة الملكية، خاصة أن الأمير هاري ليس لديه عمل خاص ويحصل على دخله الأساسي من إيرادات دوقية كورنول التي يديرها والده الأمير تشارلز، وقد بلغت إيراداتها 21 مليون جنيه إسترليني في العام 2018، كما تغطي الحكومة البريطانية 5% من النفقات الرسمية لدوقا ساسكس، إضافة إلى أن الثروة التي ورثها الأميران هاري وشقيقه الأمير وليام عن والدتهما الأميرة الراحلة ديانا ثورة تقدر بـ21 مليون جنيه إسترليني.

ومن المستبعد أن يطالَب الأمير هاري بدفع ضرائب حتى يجد عملا بديلا، كما أنه من غير المرجح أن تعود ماركل للتمثيل مرة أخرى، لا سيما أنها أكدت مرات عديدة أنها سوف تكرس حياتها للأعمال الخيرية وقضية تمكين المرأة.

فضائح ملكية
لم يكن اعتزال الأمير هاري هو الأول في تاريخ العائلة الملكية، بل سبقه جده الملك إدوارد الثامن -عم الملكة إليزابيث الثانية- الذي تنازل عن عرش بريطانيا بعد زواجه من الأميركية واليس سيبمسون عام 1936.

وتفجرت الأزمة آنذاك بعد تنصيب إدوارد على العرش وإعلانه عن زواجه من سيدة مطلقة مرتين، وهو الأمر الذي كان ممنوعا من قبل الكنيسة، حيث إن الملك هو الرئيس الأعلى للكنيسة، وقد عارض رئيس الوزراء الزواج، واتهم إدوارد بانتهاك البروتوكول الملكي، لكن ما زاد من تعقيد القضية أن واليس لم تكن قد انفصلت رسميا عن زوجها الثاني بعد، وهو ما يعني أن الملك كان على علاقة غير شرعية بامرأة متزوجة، مما اضطر إدوارد الثامن للتنازل عن العرش بعد أقل من عام من تنصيبه، وقضاء ما تبقى من حياته في منفى حتى وفاته عام 1972.

من الذي لا يحب ماركل؟
كثيرون هم من تحالفوا للوصول بالموقف لهذه الدرجة من التعقيد، لكن المعلن هو استياء الأمير هاري من تنمر “صحافة التابلويد” على زوجته، وملاحقة الإعلام لأسرته، واختلاق الأكاذيب بشأنهم، والذي أكد أنه يخشى على أسرته من مصير والدته الراحلة ديانا.

لم تكن الأكاذيب وحدها هي التي أثارت حفيظة الأسرة الملكية الصغيرة، بل النبش في تاريخ ميغان ماركل الممثلة الأميركية متوسطة الشهرة، إذ كشفت الصحافة عن بداياتها كفتاة راقصة في برامج المسابقات، حيث ترتدي فستانا أحمر مثيرا ضمن مجموعة من الفتيات في البرامج التلفزيونية، إلى جانب إعادة توزيع أفلام رديئة الإنتاج تقوم خلالها الممثلة الشابة بأدوار ثانوية ضعيفة.

ساعد في تفجر الشائعات حول ماركل محاولات والدها الظهور المتكرر في الإعلام، وهو الأب الذي طالما حاولت الدوقة إخفاءه عن المشهد، لكنه أصر على التوسل لابنته بمسامحته، فأظهرها في صورة الابنة العاقة لوالدها.

السخرية من ملامح ميغان ماركل السمراء وصلت إلى حد لا يصدق، حين نشر محرر شبكة “بي بي سي” صورة ساخرة عقب إعلان ميلاد الطفل الأول لماركل وهاري، أظهر فيها الزوجين وكأنهما قد أنجبا قردا، مما اضطر الشبكة إلى إقالة المحرر وتقديم الاعتذار للعائلة الملكية.

الخلافات الداخلية
لم تنقطع الشائعات منذ اليوم الأول لزواج ماركل وهاري حول الخلافات بين الشقيقين هاري ووليام بسبب الغيرة النسائية بين ميغان وكيت ميدلتون.

دعمت الصحافة البريطانية ميدلتون على حساب الأميركية ماركل، إذ كانت توصف الأولى دائما بالوداعة وبالبراءة، في حين تتهم ميغان بأنها وصولية وذات طلبات كثيرة.

ورغم المحاولات الملكية لإخفاء الخلافات بين الأشقاء، ووصف الزوجتين بأنهما شقيقتان متحابتان، فإن قرار ميغان وهاري بالانتقال إلى بيت مستقل خلال الصيف الماضي أكد صحة الشائعات.

الأمير هاري هو المرشح السادس لعرش بريطانيا خلفا للملكة إليزابيث الثانية، إذ تثار الشائعات حول نية الملكة التنازل عن العرش لنجلها الأمير تشارلز، الذي من المرجح أنه سيتنازل مباشرة لولده الأكبر الأمير وليام، وهو الأمر الذي يلقى استحسانا بين البريطانيين. انتهى (خ،م)

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.