خام – صلاح الدين: تخطط عوائل محافظة صلاح الدين لاستقبال مبكر لشهر رمضان وسط تخطيط ربات البيوت للاقتصاد، وعدم تكديس المواد، ومساعي لاستعادة تقاليد إجتماعية تسببت الضروف القاسية تركها،وفيما تغص الاسواق بالمتبضعين يتحسر النازحون لطقوس إعتادوا عليها.
خطط جديدة
تقول أم حسان وهي معلمة في إحدى مدارس تكريت لـ”خام” انها إجتمعت بعائلتها واوصت زوجها بتوفير مبلغ لشراء حاجات محددة لاستقبال شهر رمضان وتأمين اطباق بسيطة وغير مكلفة.
وتوضح أن عائلتها مكونة من سبعة افراد وجميعهم مشمولين بالصيام وقررنا ان نقتصد هذا العام ونحاول عدم تخزين مواد مطبوخة في الثلاجة وايضا “لانشتري كميات من الاغذية وحفظها في البيت”، لافتتة إلى أن أحد ابنائها طالب في الكلية ويحتاج لمصاريف كثيرة ولهذا يحاولون التخفيف عن ميزانية البييت بعدم صرف اموال كثيرة لتلبية رغباتهم في رمضان.
وتشير ربة البيت إلى أن ابنتها الكبيرة طالبة في مرحلة الاعدادية ولاتريدها ان تقضي وقتها في المطبخ لمساعدتها، وهناك حاجة للدراسة بدلا من التنظيف والطبخ واعتقد ان”الشوربة وبعض الاكلات الخفيفة تكفي للفطور وبعد ذلك ممكن نتعشى”.
تقاليد منسية
أما الشيخ مهدي السامرائي فيتحدث لعدد من ضيوفه إثناء تناول القهوة أن المجتمع بحاجة الى استعادة التقاليد والتراحم والتكافل خصوصا وأن الاسواق وبرغم إكتظاظها بالمتبضعين فان اغلبهم لايتمكنون من شراء المواد بسبب ضعف حالتهم الاقتصادية.
ويقول لـ”خام” نحن بدأنا استعدادات مبكرة ولكن ليس بطريقة خزن المواد وشراء الاغذية بل بالحديث عن اهيمة استعادة تقاليد وموروث شعبي يركز على التكافل والتعاون ومشاركة الفقراء “نحن بحاجة للتعاون وليس التفاخر بالموائد”.
ويتابع السامرائي (72عاما) حقيقة قررنا نحن أهل حي المعلمين وسط سامراء أن نتبادل الزيارات وايضا توزيع المساعدات على الفقراء وتبادل الاطباق في وجبة لاافطار ،مضيفا ان عدد من العوائل تضررت كثيرا بسبب الارهاب ويجب أن نتعاون بيننا.
بدوره قال حمد الصميدعي رئيس فريق الضلوعية التطوعي لـ”خام” ضمن برنامجنا لشهر رمضان الكريم قررنا نصب خية رمضان الشبابية كملتقى ثقافي نتحدث فيه عن تقاليد وعادات العوائل في شهر رمضان وايضا طرح مواضيع اجتماعية وثقافية.
واضاف الصميدعي سنقوم بنصب الخيمة في مدينة العاب الضلوعية ونجري فيها جلسات سمر يومية بهدف تعزيز حالة التواصل بين الاجيال ونزيد حالة التماسك.
حسرة وألم
هذا وتتابع العوائل النازحة حركة الناس وتحضيراتهم لاستقبال شهر رمضان المبارك وتبدي حسرتها كما يقول عبدالوهاب سليم من اهالي قضاء بيجي على الطقوس والتقاليد التي كانوا يعايشوها في شهر رمضان.
ويوضح وهو يتابع الاسواق المكتظة بالبضائع والعوائل أنه فارق تلك الطقوس وجلسات السمر منذ اربعة اعوام عندما غادر بيته في قضاء بيجي وتوجه الى خيم ومعسكرات النزوح لكنه يتمنى انهاء تلك المعاناة والعودة الى مسقط راسه قبل عيد الفطر.
ولفت الى ان وضعه المادي صعب جدا ويكتفي بالسلة الغذائية التي يحصل عليها من البطاقة التموينية ، مضيفا أنه ينتظر العدس والطحين لكي يسد رمقه وعائلته، مبينا أن فترة الصيام هذا العام تزيد على 15 ساعة وهي مدة طويلة لكنه يحافظ على الصوم منذ ثلاثين عاما.
ولاحظ مراقبون ان اغلب العوائل تستعد مبكرا هذا العام لاستقبال شهر رمضان وهناك قاسم مشترك بينها حول استعادة التقاليد والطقوس التي هجروها لاسباب متعددة، إذ تعكف بعض العوائل على صناعة الاكلات والعصائر في منازلها لعدم الاثقال على ميزانية البيت خصوصا وأن ابواب الصرف متعددة مع تزامن الصوم مع استمرار العام الدراسي.
وبينما تنشغل بعض العوائل بجمع حاجيات رمضان وتواصل الاجهزة الامنية تنفيذ خططها يعتقد مراقبون أن الارباك السياسي الحالي افقد الاهالي متعة رمضان وجعلها تفكر باحياء طقوس وتقاليد مضى عليها ردح من الزمن حتى دفعها الى اعادة خياطة بيوت الشعر لتجعل منها اماكن للاماسي واللقاءات الحميمة. انتهى (ع.م)