وكالة اخبارية عراقية مستقلة

ظاهرة الاختطاف تضرب محافظة الانبار وجمع الكمأ احد اسبابها

 

خام- الانبار: يشكل  تكرار حوادث الاختطاف في المدن المحررة مؤشر قلق وتخوف لدى السكان وخاصة في المناطق الغريبة للأنبار اذ استهدفت عمليات الاختطاف عدداً من المدنيين خلال محاولتهم جمع الكمأ في المناطق الصحراوية  كوادي حوران ومكر الذيب والنخيب ومناطق أخرى .

ولم تؤمن المناطق الصحراوية بشكل كامل بعد عودة النازحين عام 2016 برغم العمليات العسكرية التي تنفذ بين الحين والآخر لتمشيط الصحراء والوديان والتضاريس الخطيرة في غربي الأنبار والتي استخدمها تنظيم داعش في الاختباء والتمركز وشن الهجمات ضد الأجهزة الامنية والمدنيين خلال السنوات الماضية .

 

خلايا نائمة في الصحراء الغربية

 

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، نعيم الكعود لـ”خام” ان”تنظيم داعش له خلايا نائمة في الصحراء الغربية والدليل وجود بعض المقرات والكهوف التي دمرتها القوات الأمنية في عمق الصحراء الغربية قبل أيام”.

وبين ان “الصحراء الغربية للأنبار تحتاج لتأمين وعمليات عسكرية مستمرة كونها شاسعة وما حدث من عمليات اختطاف مؤخراً لعدد من المدنين وقتل قسم منهم دليل على وجود العناصر الإرهابية في الوديان والكهوف”.

وتابع ان “القوات الأمنية تحتاج لعجلات حديثة وطائرات مسيرة وكاميرات مراقبة لضمان تمشيط المناطق الصحراوية وتفتيش التضاريس الصعبة التي يستخدمها التنظيم في الاختباء والتنقل والمناورة”.

 

مخابئ آمنة وصحراء سائبة

 

من جهته يقول المحلل الأمني، حامد العكاشي من الأنبار، ان “الصحراء الغربية سائبة وهناك معاقل وخلايا لتنظيم داعش الإرهابي وهي متورطة بحوادث الاختطاف الأخيرة التي طالت المدنيين الأبرياء في مدن أعالي الفرات”.

وأضاف العكاشي في حديثه لـ”خام” ان”تداخل الصلاحيات الأمنية للقطاعات العسكرية في الأنبار وعدم وجود تنسيق مشترك وغطاء جوي للطيران العراقي من أسباب حدوث بعض الخروقات في المناطق الصحراوية للمحافظة”.

وبين العكاشي ان “أغلب التنظيمات الإرهابية ومنها تنظيم القاعدة الذي ظهر عام 2005 وتنظيم التوحيد والجهاد والذي انتشر في الأنبار عام 2007 وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والذي ظهر في عام 2013 وتنظيمات إرهابية أخرى كلها انطلقت ودربت في الصحراء الغربية “.

وتابع قائلا “معسكرات داعش التي دمرت في المناطق الصحراوية ومنها معسكر الشيخين ومعسكر فاطمة ومعسكر الزرقاوي ومقرات خطيرة كانت للتنظيم منذ سنوات مخصصة للتدريب والاختباء وشن الهجمات مما يدل على وجود خطورة من تواجد العناصر المطلوبة التي تنفذ عمليات خطف للمدنيين “.

 

مصادر تمويل بديلة

 

وإلى قضاء حديثة غربي الأنبار حيث كشف قائد الحشد العشائري في حديثة الصمود الشيخ عواد العصمان الجغيفي، ان “عدداً من المخطوفين أطلق سراحهم من قبل التنظيم الإرهابي وهم من أهالي راوة والرطبة بعد دفع دية مالية من قبل ذويهم للخاطفين”.

وقال الجغيفي لمراسل “خام”، ان “التنظيم يحاول إيجاد مصادر جديدة لتمويل خلاياه في المحافظة عبر تنفيذ عمليات الاختطاف والقتل والسطو المسلح وهذا نهج معروف للعناصر الإجرامية التي انتشرت وسيطرت على أغلب مدن الأنبار عام 2014 “.

مشيرا إلى ان “حالات الاختطاف للمدنيين في المناطق الغربية كانت خلال محاولة الأهالي جمع الكمأ من الصحراء فاستغل التنظيم وجودهم دون حماية واختطافهم وتهديد أهاليهم بقتلهم أو دفع مبالغ مالية كبيرة لاطلاق سراحهم “.

مستطردا ان “الوضع الأمني في الأنبار مستقر ولكن لضمان أمن المناطق المحررة نحتاج تأمين المناطق الصحراوية والقضاء على جيوب داعش الإرهابي وتأمين الشريط الحدودي مع سوريا بالكامل مع تفعيل الدور الإستخباري في عموم مدن المحافظة “.

 

اراض شاسعة ووجود ضئيل

 

فيما أكد قائد الحشد العشائري في محافظة الأنبار اللواء طارق العسل لوكالة “خام”، ان “الصحراء الغربية واسعة جداً وتمتد من الحدود السورية الأردنية وصولاً إلى الحدود السعودية ومن صلاح الدين إلى الموصل مع ارتباط الصحراء الغربية مع كربلاء والنجف”.

موضحا “أهل مكة أدرى بشعابها وعلى الحكومة الاستفادة من مقاتلي الحشد العشائري في تشكيل قوات خاصة تكون مسؤلة عن تأمين  المناطق الصحراوية وتنفيذ عمليات عسكرية ضد العناصر الإرهابية “.

 

خطف ممنهج واجراءات غائبة

 

وقالت المواطنة سهام عبدلله، (33) عاما ان ” ظاهرة الاختطاف معضلة كبيرة دون معرفة مصير المختطفين حتى الآن”.

واعتبرت ان “هذه الظاهرة ناتجة عن إهمال حكومي كبير فلابد من المتابعة وتنظيف المحافظة من التنظيم الإرهابي الذي يفتك بأرواح الناس الأبرياء الذين يبحثون عن لقمة العيش ومن ضمنهم جامعي الكمأ”.

وبينت ان “من واجب الحكومة العراقية معرفة مصير هؤلاء المختطفين وكذلك المحافظة على أمن الأنبار والحفاظ على الانتصارات التي تحققت ضد العناصر الإرهابية خلال السنوات الماضية “.

اما من مدينة الفلوجة فقد تحدث المواطن أحمد خميس (46) عاما لمراسل “خام”، ان عمليات الاختطاف في الانبار باتت ظاهرة منتشرة ومخيفة إذ أصبح من يخرج من داره في حالك من الخوف لا يعلم أي جهة ستقوم بخطفه دون ذنب “.

مبيناً “نحتاج إلى قوات كافية للدفاع عن أرواح الأبرياء وخصوصا في مدن أعالي الفرات والطريق السريع الواسع الذي يربط الأقضية والنواحي ببعضها وقد تكررت عدد من الحوادث على هذا الطريق “. انتهى (ع.د)

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.