وكالة اخبارية عراقية مستقلة

ارتفاع نسبة البطالة في الانبار الى 50% ومخاوف من استغلال العاطلين

خام – الانبار: تشهد مدن الانبار اكبر محافظات العراق، ارتفاعا مخيفا في نسبة البطالة التي تجاوزت 50% في الاونة الاخيرة، جراء قلة التخصيصات المالية وعدم توفير فرص عمل للعاطلين مع وجود مخاوف من استغلالهم من قبل العناصر الاجرامية.

 

البطالة والجريمة علاقة متلازمة

 

عضو مجلس محافظة الانبار، اميرة عداي، اكدت لمراسل “خام”، ان “اكثر من 50% نسبة العاطلين عن العمل في مدن الانبار بسبب قلة الدرجات الوظيفية وعدم توفر تخصيصات مالية لانشاء مشاريع صناعية وخدمية توفر فرص عمل للخيرات الهندسية والفنية “.

واضافت ان “ارتفاع نسبة البطالة في الانبار يتطلب معالجة حقيقية من الجهات الحكومية لمنع استغلال الشباب العاطلين في الجرائم مع استغلال الشباب في التسول وامور غير قانونية”.

واوضحت ان “الظروف الامنية والانسانية والاقتصادية التي مرت بمحافظة الانبار ادت الى تدهور الوضع الخدمي وارتفاع نسبة البطالة خلال الفترة الحالية “.

 

تشغيل المصانع ضرورة حتمية

 

فيما يرى المحلل الاقتصادي، حامد العكاشي من الرمادي، ان “توقف المعامل الحكومية في اقضية ونواحي الانبار وعدم فتح المنافذ الحدودية بين العراق وسوريا والاردن والسعودية من اسباب ارتفاع نسبة البطالة التي اصبحت عبارة عن جيش من العاطلين عن العمل “.

واضاف عبر “خام”، ان “توقف مشرع تأهيل الدولي السريع في الانبار وتأخر صرف التعويضات المالية للمتضررين من اسباب ارتفاع معدل البطالة وقلة السيول المادية وانخفاض المردود المالي للعائلة الانبارية “.

واشار العكاشي الى ان ” اغلب عناصر تنظيم داعش هم من الجهلة وممن لم يجد عمل او وظيفة فتم استغلالهم من قبل العناصر الارهابية وهذا الامر يتطلب وقفة جادة لمنع استغلال  العاطلين من قبل العصابات المجرمة وتقليل نسبة البطالة عن طريق تنفيذ مشاريع استثمارية اقتصادية “.

 

ارض غنية وشعب فقير

 

عضو مجلس محافظة الانبار، فهد الراشد اكد لمراسل “خام”، ان “مساحة الانبار ثلث مساحة العراق وفيها الكثير من الثروات المعدنية الطبيعية منها حقل عكاز للغاز في قضاء القائم الذي لو اعيد استثماره لوفر الالاف من الدرجات الوظيفية لشباب الانبار”، مضيفا ان “ثروات المناطق الغربية للانبار ومنها الفوسفات والكبريت ورمال الزجاج النقي والمعادن الاخرى كلها لم يتم الاستفادة رغم المناشدات والمطالب الحكومية بتفعيل المشاريع الاستثمارية واعادة تأهيل المعامل الحكومية المدمرة “.

مبيا ان “ارتفاع معدلات البطالة جراء توقف معمل زجاج الرمادي وتدمير معمل السمنت في القائم ومعمل سمنت كبيسة ومعمل الفوسفات الحراريات في الفلوجة والتي كانت تشغل الالاف من الخبرات الهندسية والايدي العاملة “.

 

حارث رشيد والذي تجاوز العقد الثالث من عمره وهو يجلس على احد الارصفة وسط الرمادي تحدث لمراسل “خام” قائلا: انني “اجلس يوميا على هذا الرصيف مع عدد من الشباب في موقع (المسطر) وسط الرمادي بحثا عن العمل وننتظر من قد ياتي الينا باحثا عن عمال لتنظيف منزله او بناء داره “.

موضحا لقد “اكملت الدراسة الجامعية منذ سنوات ولم اجد فرصة عمل في الدوائر الحكومية التي باتت مخصصة لمن يمتلك النفوذ والسلطة حتى بات الرصيف مكان لي مع عدد من الخريجين واصحاب الشهادات العليا “.

وتابع قائلا “طابور كبير يقف امام دوائر الرعاية الاجتماعية ومكاتب تشغيل العاطلين عن العمل دون فائدة تذكر او دعم يقدم لنا برغم حاجة الشباب لفرص عمل مناسبة لسد حاجة عوائلهم “.

 

واقع مؤلم ومواطن ناقم

 

اما شاحب الوجه ورث الثياب والذي قد بدت على جسده مظاهر التعب والمشقة، سعيد محمود والبالغ من العمر 40 عاما وهو يجالس اصدقائه في احدى مقاهي الفلوجة؛ فقد تحدث لـ”خام” قائلا: ان “كانت المقاهي سابقا لكبار السن والمتقاعدين فهي اليوم تحولت مكان للعاطلين وقد توقف عن الحديث حتى اخرج من جيبه علبة التدخين”.

واضاف “لا وجود لفرص عمل لنا برغم حصولي على شهادة البكالوريوس من جامعة الانبار وقد تجاوز عمري 40 عاما ولم يبق من العمر بقيه، وحلمي الوحيد ان اعيل عائلتي واطفالي الثلاثة “.

مستدركا “نامل بعد تأخر الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات كوننا سنعمل في تثبيت صور المرشحين وإقامة الندوات الانتخابية لشهرين ما سيوفر لنا مبالغ مالية بسيطة نعيل بها ذوينا”. انتهى

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.