خام -متابعة : أثار المبلغ المخصص لبناية البنك المركزي العراقي البالغ نحو مليار دولار، الجدلَ في الأوساط السياسية والشعبية، بسبب ما اعتبِر هدرًا للمال العام، في وقت ما زالت فيه الكثير من المشاريع الخدمية متوقفة بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد.
وكانت حنان الفتلاوي رئيسة حركة “إرادة” كشفت عن وثائق أظهرت كلفة المبنى الجديد الذي بدأت الكوادر الهندسية بإنشائه وسط بغداد، والبالغة نحو مليار دولار، وهو من تصميم المهندسة الراحلة زها حديد، فيما قالت الفتلاوي إن “هذا المبلغ يكاد يساوي كلفة إنشاء برج خليفة”.
وقالت الفتلاوي في تغريدة على”تويتر” إن المليار دولار هي كلفة الإنشاء فقط، دون الإشراف والمتابعة والتصاميم والأرض التي سيبنى عليها البنك المركزي الجديد، مضيفة أن “برج خليفة بأكمله كلفته أكثر من مليار دولار، فهل يعني أن ثاني أعلى برج بالعالم سيكون بالعراق”؟.
وبدأت الكوادر الهندسية ببناء المشروع الضخم الواقع في منطقة الجادرية وسط العاصمة، بعد إحالة تنفيذه إلى شركة أذربيجانية.
من جهته، استنكر عضو كتلة “سائرون” صادق السليطي “تخصيص مليار دولار للبنك المركزي، وهو مبلغ يساوي ما خصص للبطاقة التموينية، واصفًا ذلك بـ”المبالغة التي يجب إجراء تحقيق عاجل وفوري فيها”.
وقال السليطي في بيان، إن إحالة المشروع إلى شركة أذربيجانية تثير شكوكًا بوجود صفقات فساد، إذ لم تقدَّم دعوة إلى الشركات العالمية، الأوروبية والغربية.
وطالب، بإجراء “تحقيق فوري وعاجل تشترك به لجنة برلمانية مع رئاسة الوزراء وهيئة النزاهة ومكتب المفتش العام، خاصة وأن المشروع يأتي في ظل ظروف تقشف تفرضها الحكومة”.
وأوضح أن “هذا المشروع بكلفته العالية لم يُعلَن كمناقصة عالمية، ولم تُدْعَ الشركات العالمية للتنافس، ووقوع الاختيار في زمن التقشف على الشركة الأذربيجانية بمبلغ (١ ترليون دينار عراقي ) هو أمر خيالي قياسًا على مشروع بناية لخدمة مؤسسة واحدة فقط، مشيرًا إلى أن هذا المبلغ يكفي لبناء ١٠٠٠ مدرسة.
ويأتي هذا الجدل بعد الكشف عن “فضيحة” غرق 7 مليارات دينار في مصرف الرافدين الحكومي عام 2013، وتستّر عليها البنك المركزي، وبدأ القضاء العراقي بالتحقيق فيها.
وكشف محافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق خلال جلسة البرلمان الأسبوع الماضي، أن 7 مليارات دينار (نحو 6 ملايين دولار) تعرَّضت للتلف نتيجة تسرّب مياه الأمطار وغرق خزائن مصرف الرافدين العام 2013؛ ما تسبب بوقوع أضرار بالأوراق النقدية.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عبَّر نشطاء ومحللون سياسيون عن غضبهم من الهدرالحاصل في المال العام من قبل البنك، خاصة وأن حادثة غرق المليارات السبعة ما زالت قيد التحقيق.
وقال المحلل السياسي آراز جوهر في تعليق على “تويتر” إن “بناية البنك المركزي العراقي كُلفته أكثر من برج خليفه (صدَق المثل المصري : إنْ احببتَ فاحبب قمرًا، وإنْ سرقتَ فاسرق جملًا) ولك مهدي العلاق لازم جلدك يروح للدباغ”.
أما الحقوقي عباس الدليمي فقال، إن الـ 7 مليارات الغارقة هي بوابة لألف مليار، ما رضيت بجزة.. رضيت بتريلون و٧ مليارات والشعب نايم للأبد. مضيفًا ” الآن وضحت الصورة”. في إشارة إلى تغلغل الفساد بشكل كبير في مؤسسات الدولة.