وكالة اخبارية عراقية مستقلة

حرائق سوريا تلتهم 100 كلم² من الغابات ودمشق تطلب المساعدة الأوروبية في مواجهة كارثة بيئية متفاقمة

خام – متابعات | الثلاثاء 8 تموز 2025

في ظل استمرار حرائق الغابات المستعرة لليوم السادس في غرب سوريا، وجّه وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح، نداءً عاجلاً إلى الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم والمساعدة في جهود الإطفاء، بينما تواصل النيران التهام مناطق شاسعة في ريف اللاذقية.

 

ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، فقد أكد الصالح أن طائرات إطفاء من قبرص من المقرر أن تشارك في العمليات اعتبارًا من اليوم، في وقتٍ تحاصر فيه النيران بلدات كاملة وتُجبر السكان على مغادرة منازلهم.

 

وتُقدّر الأمم المتحدة أن الحرائق أتت حتى الآن على نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية، وهو ما يعادل أكثر من 3% من الغطاء الحرجي في سوريا، مؤكدة أن الكارثة أثّرت بشكل مباشر على ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص في أكثر من 60 تجمعاً سكانيًا، بينهم عدد من النازحين.

 

كما تسببت الحرائق بإخلاء سبع بلدات على الأقل في ريف اللاذقية، فيما لم تُسجّل خسائر بشرية في صفوف المدنيين أو فرق الإطفاء حتى الآن، بحسب مصادر رسمية.

 

وأوضح الصالح أن الرياح الشديدة كانت أحد العوامل الرئيسية في توسّع النيران، مشيرًا إلى أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إجلاء النساء والأطفال من قرية الغسانية بعدما وصلت النيران إلى أطرافها.

 

وتُواجه عمليات الإخماد تحديات كبيرة بسبب وعورة التضاريس ووجود ألغام ومتفجرات من مخلفات الحرب، فضلًا عن ضعف البنية التحتية والموارد المتاحة للسلطات السورية.

 

وكانت الحكومة السورية قد طلبت الدعم من دول الجوار، حيث تشارك فرق من تركيا والأردن ولبنان في جهود الإطفاء، إلى جانب الطيران السوري، إذ يُتوقع أن يرتفع عدد الطائرات المشاركة في العمليات إلى عشرين طائرة خلال الساعات المقبلة.

 

وأكد الصالح أن عدم وجود خطوط نار وقائية، ووجود كميات كبيرة من الأخشاب اليابسة، بالإضافة إلى الإهمال في تأهيل الغابات، كلها عوامل ساعدت في تفاقم الكارثة.

 

وتأتي هذه الحرائق وسط موجة حرّ خانقة تضرب المنطقة منذ مطلع تموز، وتُعد واحدة من تداعيات التغير المناخي الحاد، الذي تسبب في ارتفاع وتيرة الحرائق والجفاف في سوريا خلال السنوات الأخيرة.

 

وكانت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) قد حذّرت مؤخرًا من أن سوريا تعيش أسوأ ظروف مناخية منذ 60 عامًا، مؤكدة أن الجفاف المتواصل يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.

 

وتشهد سوريا منذ أكثر من عقد نزاعًا دمّر بنيتها التحتية، وتسبّب في ترك مساحات شاسعة من أراضيها مزروعة بالمخلفات المتفجرة، ما يُعقّد أي استجابة عاجلة للكوارث الطبيعية، بما في ذلك حرائق الغابات. انتهى ع1

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.