خام – متابعات | الأربعاء 25 حزيران 2025
مع بداية النهار ومع أول إشارات التعب في أواخر الصباح، يلجأ كثيرون إلى فنجان القهوة الثاني أو الثالث كحل سريع لاستعادة النشاط. لكن خبراء الصحة يحذرون من أن هذه العادة، خصوصاً بعد الساعة العاشرة صباحاً، قد تؤدي إلى نتائج عكسية على الصحة الجسدية والعصبية.
وبحسب مختصين في التغذية والطب العصبي، فإن تناول القهوة في أواخر الصباح قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول – الهرمون المسؤول عن تنظيم التوتر والطاقة – في وقت يكون الجسم فيه طبيعياً في مرحلة انخفاض هذا الهرمون.
ويقول الدكتور كريس موزونيك من تطبيق “كالم” المتخصص في الصحة النفسية إن “ارتفاع الكورتيزول لا يعني بالضرورة طاقة أكثر، بل قد يرتبط بمشاعر القلق والانزعاج، ما يؤدي إلى تأثير سلبي على المزاج والجهاز العصبي”.
وبحسب تقرير لمجلة Parade، أوضح الدكتور مارشال رونغ أن تناول الكافيين في هذا التوقيت قد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم وتسارع ضربات القلب، خصوصاً لدى الأشخاص الذين:
- يعانون اضطرابات القلق
- لديهم بطء في استقلاب الكافيين (بسبب طفرات جينية)
- يعانون ارتفاع أو مقدمات ارتفاع ضغط الدم
- النساء خلال الدورة الشهرية أو ما قبل انقطاع الطمث
- مرضى القلب أو من لديهم تاريخ عائلي مع مشاكل القلب
ويضيف رونغ أن “التحفيز المتكرر للجهاز العصبي في هذه الأوقات، خصوصاً على معدة فارغة، قد يسبب إنهاكاً عصبياً تراكمياً على المدى الطويل”.
وحتى القهوة منزوعة الكافيين ليست بريئة تماماً، فقد كشفت دراسة للدكتور روبرتو كورتي من جامعة زيورخ عام 2002 أن الأشخاص غير المعتادين على القهوة أظهروا تأثيرات قلبية حتى عند تناولهم نسخاً منزوعة الكافيين، ما يشير إلى احتمالية وجود مركبات أخرى مسؤولة عن التأثيرات.
ووفق توصيات إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، فإن الحد الأقصى لاستهلاك الكافيين يومياً هو 400 ملليغرام، أي ما يعادل أربعة فناجين تقريباً. ويحتوي كل فنجان قهوة تقليدي على حوالي 100 ملليغرام.
لكن تجاوز هذا الحد – خاصة في أوقات غير مناسبة – يزيد خطر القلق، وارتفاع الضغط، وزيادة الوزن، وحتى السكري، بحسب اختصاصي التغذية أنتوني دي مارينو.
ولرفع طاقتك دون اللجوء إلى الكافيين، يوصي الخبراء بـ:
- وجبات غذائية متوازنة ومنتظمة
- المشي القصير خلال فترات العمل
- الترطيب الجيد بالماء
ويختم الدكتور رونغ قائلاً: “في كثير من الحالات، ما نظنه إرهاقاً قد يكون ببساطة نقصاً في الماء أو الجلوكوز، وليس حاجة للمزيد من الكافيين”.
ورغم الفوائد المعروفة للقهوة على المزاج والأداء الذهني، إلا أن توقيت تناولها وتأثيراتها الفردية يفرضان مراجعة العادات اليومية المرتبطة بها. فليس كل فنجان يعزز الطاقة، وقد يكون البعض بحاجة إلى تعديل التوقيت قبل تعديل الجرعة. انتهى ع1