خام – متابعات | الأربعاء 11 حزيران 2025
يستعد المسلمون حول العالم لاستقبال عام 2039، الذي سيحمل طابعاً استثنائياً على الصعيدين الديني والفلكي، إذ يشهد العام تقاطعاً نادراً بين التقويمين الهجري والميلادي يؤدي إلى وقوع عيدي أضحى وموسمين للحج ضمن سنة ميلادية واحدة، إلى جانب عيد فطر أيضاً، في ظاهرة لا تتكرر إلا كل بضعة عقود.
ويُعزى هذا التداخل الفريد إلى الفارق الزمني بين التقويم القمري الإسلامي والتقويم الشمسي الميلادي، حيث تتحرك السنة الهجرية بسرعة أكبر بنحو 11 يوماً سنوياً، ما يؤدي بين الحين والآخر إلى تكرار بعض المناسبات الدينية داخل نفس السنة الميلادية.
وبحسب ما أكده المتخصص في الفيزياء الفلكية الدكتور ملهم هندي، فإن هذا التكرار يحدث عندما يتقاطع دخول شهر هجري معين مع بداية العام الميلادي، ويعود الشهر نفسه مجدداً في نهايته، مما يؤدي إلى تكرار نفس المناسبة.
وقال هندي إن “عام 2039 سيشهد هذا التداخل النادر الذي سيُنتج عيدي أضحى، الأول في 6 يناير 2039، والثاني في 26 ديسمبر 2039، وبينهما يحل عيد الفطر في 19 أكتوبر 2039”.
وأشار أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقاً، الدكتور عبدالله المسند، إلى أن هذا الحدث يمثل “ظاهرة فلكية استثنائية”، موضحاً عبر منشور على منصة “إكس” أن الوقوف بعرفة سيتكرر مرتين خلال نفس العام الميلادي، ما يمنحه بُعداً تنظيمياً وروحياً خاصاً.
كما لا يحمل هذا الحدث بُعداً فلكياً فحسب، بل يطرح تساؤلات عملية وتنظيمية بشأن قدرة الجهات المعنية، خصوصاً في السعودية، على إدارة موسمين للحج خلال 12 شهراً.
وقال الباحث في الشؤون الدينية عبدالعزيز العقيلي إن تكرار الحج في عام ميلادي واحد يتطلب “مراجعة دقيقة من الجهات التنظيمية لضمان توزيع الحصص وتوفير الخدمات والجاهزية اللوجستية”.
ويرى مراقبون أن وزارة الحج والعمرة السعودية ستواجه تحدياً مزدوجاً يتمثل في التحضير المتزامن للموسمين، وتوزيع الكوادر والموارد بشكل متوازن، في ظل التزامات تشغيلية ضخمة.
ويُذكر أن العالم الإسلامي شهد حدثاً مشابهاً في عام 2006، عندما تكرر عيد الأضحى مرتين: الأولى في 10 يناير، والثانية في 31 ديسمبر، لكن أن يشهد عام واحد عيدي أضحى وعيد فطر وموسمي حج، فهو أمر نادر يلفت أنظار الفلكيين وعلماء الدين والمجتمعات الإسلامية معاً. انتهى ع1