خام – متابعات | السبت 31 أيار 2025
في تطور علمي مذهل، عثر فريق من الباحثين على جمجمة لإنسان قديم تعود إلى أكثر من 140 ألف عام، مدفونة تحت الطمي والرمال في قاع البحر قبالة سواحل إندونيسيا، في مضيق مادورا الفاصل بين جزيرتي جاوة ومادورا.
ويُرجح العلماء أن هذا الاكتشاف يشكل أول دليل مادي على وجود “سندالاند”، وهي كتلة قارية مفقودة كانت تربط مناطق شاسعة من جنوب شرق آسيا قبل آلاف السنين، قبل أن تغمرها مياه البحر إثر ذوبان الأنهار الجليدية في العصر الجليدي الأخير.
أرض مفقودة وحياة منسية
بالإضافة إلى الجمجمة البشرية، كشفت الحفريات عن أكثر من 6 آلاف أحفورة لـ36 نوعاً من الحيوانات، من بينها تنانين الكومودو، والغزلان، والجاموس، والفيلة. وتظهر على بعض هذه العظام آثار قطع واضحة، ما يشير إلى أن الإنسان القديم كان يمارس الصيد بأساليب متقدمة في تلك الحقبة.
ويُعتقد أن هذه المنطقة كانت عبارة عن سهل استوائي واسع، شكل جسراً برياً ربط بين الجزر الكبرى في المنطقة، مما سهل تنقل البشر والحيوانات قبل أن تختفي تحت مستوى سطح البحر قبل ما يقرب من 9 آلاف عام.
البداية من قاع البحر
ورغم أن الحفريات جُمعت لأول مرة عام 2011 بواسطة عمال تعدين الرمال البحرية، فإن التحليل العلمي الدقيق للعمر والنوع لم يُنجز إلا مؤخراً، بحسب ما أفاد به فريق البحث من جامعة ليدن الهولندية.
وقال الدكتور هارولد بيرغويس، قائد الفريق: “هذه النتائج تفتح نافذة جديدة لفهم التنوع البشري القديم والهجرات التي حدثت في عصور ما قبل التاريخ”.
يمثل هذا الاكتشاف نقطة تحول في علم الحفريات البشرية، إذ يعزز الفرضيات التي تقول إن جنوب شرق آسيا لم يكن مجرد ممر للهجرة البشرية، بل موطناً متنوعاً ومستقراً للعديد من أنواع البشر القدامى.
ومع استمرار البحوث، يأمل العلماء أن تسلط هذه الاكتشافات الضوء على أصول البشر في القارة الآسيوية، وسلوكهم البيئي، وتفاعلهم مع التغيرات المناخية الكبرى. انتهى ع1