خام – متابعات | الثلاثاء 27 أيار 2025
كشفت دراسة علمية حديثة أن استخدام العطور ومرطبات الجسم المعطرة قد يؤثر سلباً على ما يُعرف بـ”السحابة الواقية” التي تحيط ببشرة الإنسان، والتي تلعب دوراً مهماً في تنقية الهواء المحيط وتقليل التعرض للملوثات.
ووفقاً لما نشرته صحيفة التلغراف البريطانية، فإن باحثين من جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع معهد ماكس بلانك الألماني للفيزياء، توصلوا إلى أن هذه السحابة — المسماة علميًا بـ”مجال الأكسدة” — تتكون نتيجة تفاعل الأوزون الموجود في الهواء مع الزيوت الطبيعية على سطح الجلد، مثل مادة السكوالين التي تسهم في حماية البشرة من الجفاف.
وأوضح الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة Science Advances، أن هذا التفاعل ينتج عنه جزيئات فعّالة تُعرف باسم “جذور الهيدروكسيل”، والتي تلعب دورًا حيويًا في تنظيف الهواء حولنا، حتى باتت تُعرف بـ”منظفات الجو” لما لها من قدرة على تحييد الملوثات الكيميائية.
العطور تُضعف الحماية
وأظهرت التجارب التي أُجريت على أربعة متطوعين أن استخدام العطور يؤدي إلى انخفاض مستوى هذه السحابة الوقائية بنسبة تصل إلى 86%، في حين قللت مرطبات الجسم المعطرة من قوتها بنسبة 34%.
وحذر الباحثون من أن هذا التداخل قد يُفقد الجلد قدرته على الاستفادة من هذه “الفقاعة الكيميائية” التي تعزز وظائف الجهاز التنفسي، وتقلل من الالتهابات، والإجهاد البيولوجي، وتحافظ على صحة الأوعية الدموية وتساعد في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم.
آثار صحية محتملة
وتأتي هذه النتائج في سياق سلسلة من الدراسات السابقة التي نبهت إلى مخاطر صحية لاستخدام العطور ومنتجات التجميل المعطرة، والتي تشمل الصداع المزمن، الحساسية، الربو، الطفح الجلدي، والتهاب الجيوب الأنفية. كما حذّرت دراسات بريطانية من تطبيق العطور مباشرة على الجلد، لما قد تسببه من تصبغات دائمة لا تُزال إلا بالليزر.
ويثير هذا الاكتشاف الجديد اهتمام الباحثين في مجالات الصحة البيئية والعناية بالبشرة، ويفتح الباب أمام تطوير منتجات تجميل لا تتداخل مع التوازن الكيميائي الحيوي لبشرة الإنسان. انتهى ع1