خام – متابعات
بعدما كانت غنية بالمياه وأنواع نادرة من الكائنات الحية، لا سيما الجواميس التي تدر على مربيها بالأرباح، إلا أن الجفاف الذي ضرب مناطق واسعة من العراق خصوصا في المناطق الجنوبية والأهوار تحديداً، تسبب بانخفاض أعداد الجاموس إلى النصف خلال السنوات العشر الماضية، ما عرض كثيراً من المزارعين ومربي الماشية للخطر، إذ يُربَّى الجاموس في العراق منذ قرون من أجل اللبن (الحليب)، وهذه الحيوانات مذكورة في النقوش السومرية القديمة.
ويقول خبراء الأهوار العراقيون إن الأسباب الجذرية لأزمة المياه، التي تدفع المزارعين إلى مغادرة الريف هي تغير المناخ، وبناء السدود في تركيا وإيران، وتقنيات الري المنزلي القديمة، وغياب خطط الإدارة طويلة الأجل.
وعانت المنطقة من بناء السدود على نهري دجلة والفرات، وانخفاض معدل هطول الأمطار، ما هدَّد أسلوب حياة المزارعين، ودفع العديد منهم إلى الانتقال إلى المدن، إذ يؤكد خبير الأهوار العراقي جاسم الأسدي، إن أعداد الجاموس في العراق انخفضت منذ عام 2015 من 150 ألفاً إلى أقل من 65 ألفاً، لافتاً إلى أن أسباب التراجع “في معظمها طبيعية، مثل عدم توفر المراعي الخضراء اللازمة والتلوث والمرض… وامتناع المزارعين أيضاً عن تربية الجاموس بسبب ندرة الدخل”.
وفي وقت سابق هذا الشهر، ذكر مسؤول عراقي في وزارة الموارد المائية العراقية، أن هناك مجموعة من المشروعات لمواجهة أزمة النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب والري، تعتمد على اتفاقيات مع دول الجوار وصيانة السدود والخزانات القائمة، وأخرى تتعلق بحملات توعية المواطنين والمزارعين من أجل ترشيد استهلاك المياه.
وتقول منظمة “اليونيسف” إن ملايين العراقيين باتوا يواجهون صعوبة في الحصول على مياه الشرب جراء الجفاف والتغيرات المناخية التي تتفاقم في البلاد.
ومع دخول فصل الصيف هذا العام، تزداد المخاوف من استفحال ظاهرة الجفاف، خصوصاً وأن موسم الشتاء الماضي لم يكن كريماً بالأمطار كما كان متوقعاً، ما يهدد بتفاقم أزمة هجرة المزارعين، وتراجع أعداد الماشية. انتهى ع1