خام – متابعات
في ظل المخاوف المتزايدة من التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض، وأثره على البيئة وكوكبنا عموماً، كشفت دراسة تحليلية نشرتها مجلة “نيتشر”، عن فقدان الأنهار الجليدية حول العالم، ما مجموعه 6542 مليار طن من الجليد بين عامي 2000 و2023، وبمعدل 273 مليار طن من الجليد سنوياً، مما أدى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 18 مليمترا.
وقال عالم الجليد مايكل زيمب، الذي شارك في قيادة الدراسة، إن “الـ 273 مليار طن من الجليد تعادل ما يستهلكه سكان العالم بالكامل خلال 30 عاما، بافتراض استهلاك 3 لترات للفرد يوميا”.
ووجد الباحثون أنه منذ عام 2010، فقدت الأنهار الجليدية حوالي 5% من إجمالي حجمها، حيث خسر وسط أوروبا وحده 39% من جليده، بينما فقدت مناطق مثل جزر القارة القطبية الجنوبية وما تحت القطب الجنوبي حوالي 2%.
وشارك في مشروع الدراسة مئات الباحثين من جميع أنحاء العالم، حيث جمعوا بيانات متنوعة من قياسات ميدانية واستخدموا أدوات مثل الأقمار الصناعية البصرية والرادارية والليزرية والجاذبية لإنشاء سلسلة زمنية سنوية لتغير الكتلة الجليدية لجميع مناطق الأنهار الجليدية في العالم بين عامي 2000 و2023.
ويؤكد الخبراء إن الغطاء الجليدي في غرينلاند والقطب الشمالي والصفائح الجليدية في القطب الجنوبي يشكل ما مجموعه 99 في المائة من المياه العذبة في العالم. وفي حال ذوبان كميات الجليد هذه سيرتفع منسوب المحيطات عشرات الأمتار لتغمر المناطق المنخفضة، وتعيد رسم خطوط السواحل على كوكب الأرض.
ويرى الباحثون أن هذا الارتفاع في درجة حرارة كوكبنا يعود إلى النشاط البشري غير المقيّد مع تسارع عجلة الثورة الصناعية التي لم تجد شروطا لضبط سرعتها، فجاء تأسيس المصانع والمنشآت ومعامل الإنتاج الضخمة التي تعتمد على حرق الوقود الأحفوري بكميات هائلة لتزويد الآلات بالطاقة اللازمة لتشغيلها، والذي ينتج عنه انبعاثات ضارة ومخلفات كيميائية ضارة بالبيئة مثل غازات ثاني أكسيد الكربون وأكسيدات النيتروجين وأكسيد الكبريت. انتهى ع1