خام – صلاح الدين: يروي أهالي محافظة صلاح الدين خصوصا في مدن تكريت، وبيجي، والعلم، والاسحاقي ومدن اخرى قصصا عن مواقفهم لإنقاذ مئات الجنود الذين احاطت بهم عصابات داعش، بعد هربهم من قاعدة سبايكر، في حزيران 2014، منتقدين الغبن والانحياز الاعلامي والتوظيف السياسي للشد الطائفي، متناسين الجهود الوطنية لاهالي المحافظة لانقاذ المحاصرين برغم المخاطر التي احاطت بهم.
جاء ذلك في أول احتفالية تقام لتكريم ثلاثة مواطنين كأبطال قصص رسموا فيها لوحة عراقية ملؤها الغيرة والشهامة، بإنقاذ عدد كبير من الجنود إبان أحداث حزيران الأسود عام 2014.
واسهمت في اقامة هذه الاحتفالية، وكالة صوتنا الإعلامية، ومؤسسة تراحموا لحقوق الإنسان، ومجلس شباب تكريت التطوعي، وفريق تعالوا نصنع الفرح، وفريق دعم المرأة التطوعي، وقصر الثقافة والفنون في صلاح الدين.
وقال النائب الاول لمحافظ صلاح الدين، اسماعيل خضيرالهلوب، في كلمته ان “المحافظة ترفض الطائفية وتسعى حكومة وشعبا لتعزيز الوحدة الوطنية، والسلم المجتمعي”.
واضاف، اننا “اليوم وفِي ظل الانتصارات الكبيرة على داعش، نستذكر مواقف ابناء صلاح الدين، في دعم القوات الأمنية ومحاربة الاٍرهاب”،لافتا الى ان “عجوزا في ناحية الاسحاقي خسرت اثنين من ابنائها استهدفهم الإرهابيون، لانها انقذت حياة جندي من الجنوب أصيب بنيران داعش عام ٢٠١٤”.
ودعا الهلوب، “وسائل الاعلام لأخذ دورها في زيادة ثقافة حب الوطن، والالتزام بثوابت وحدة العراقيين، وتوثيق المواقف المساندة للأعمال الوطنية”، مشيرا الى ان “هذه الاحتفالية رسالة اعلامية تخدم الوحدة الوطنية، ويجب توثيق جميع قصص البطولات التي قدمها ابناء المحافظة”.
الأبطال الثلاثة
ويقول المخرج التلفزيوني، رياض الجابر، لـ(خام) ان “الاحتفالية أقيمت لتكريم ثلاثة مواطنين تمكنوا من إنقاذ حياة العشرات من الجنود الفارين من بطش داعش خلال سيطرته على مدينة تكريت في حزيران ٢٠١٤”.
واضاف، ان “الاعلام اغمض عينيه تقريبا عن هذه المواقف وانحاز باتجاه المآسي وتجاهل الوجه المشرف لمواقف اهالي تكريت بوجه داعش”.
ولفت الجابر الى ان “المحتفى بهم هم “خنساء الإسحاقي” والسيدة “خلفيه حسين مطلك القيسي” التي ضحت بفلذتي كبدها وهي تحنو على المستجيرين بها،بقلب أم عراقية لتنقذهم من شفير القتل على أيدي عصابات داعش، الذين انتقموا من موقفها العظيم بقتلهم لولديها وطعنهم لإبنتها، جزاء موقف العز الذي آثرت الا ان تكون عنواناً له”، مضيفا ان “احد المحتفى بهم والملقب بـ “المنقذ” هو “تحسين طه موسى العبل التكريتي”، الذي بذل نفسه مع أبنائه لإنقاذ الجنود الذين أصبحوا تحت سكين داعش، فكان “بزورقه” البسيط يعبر بهم من ضفاف الموت الى ضفاف الحياة وكان جزاؤه التعذيب والتنكيل على أيدي الأشرار المجرمين”.
واشار، الى ان “الاحتفاء شمل “جاسم الشرقي الجبوري”، الذي فتح قلبه وبيته لأخوته الذين استجاروا به، فكان لهم الأخ والأب، يقاسمهم الخبز والانتظار، بينما يطوف الموت حولهم”، مؤكدا أنه “وثق القصص الثلاث بأفلام لتكون شاهدا على وحدة العراقيين برغم المنعطفات التاريخية التي حاقت بهم”.
أنقذناهم برغم الخطر
من جهته يعتب الشيخ خالد الامين، من منطقة المحزم شمالي تكريت، في حديث لـ(خام)، على وسائل الاعلام؛ لاتباعها اسلوب التوظيف السياسي للمشاكل التي أحاطت بالعراقيين في مرحلة داعش، وتناسيها للمواقف الوطنية وعدم إظهارها .
ويقول الامين، “انا وابنائي وعمومتي استطعنا إنقاذ اكثر من 600 جندي من سبايكر وأغلبهم من الجنوب، بعد ان هربوا من مجرمي داعش، واحتموا ببيوتنا حيث قمنا بإيوائهم مدة خمسة ايّام ثم نقلهم بالزوارق عبر دجلة الى الضفة الشرقية وبعدها الى كركوك”، لافتا الى “وجود تواصل معهم وتبادل للزيارات، فهم عراقيون مثلنا ولا تفرقنا أي اعتبارات اخرى”.
وصمة عار
جريمة سبايكر، كانت وما زالت من ابشع ما صورته احداث عام 2014، لكن يبقى التوظيف السياسي لتلك الجريمة، وصمة عار وتنكيل باصحاب المواقف النبيلة الذين لم يرتضوا الهوان لاهلهم واخوانهم برغم التضليل السياسي والاعلامي المتعمد. انتهى (ع.م)