خام-متابعة: لا يستطيع الكثيرون بدء يومهم من دون الحصول على فنجان قهوة في الصباح، لكن تقريرا جديدا يوضح مدى ضرر مشروباتنا المفضلة على البيئة.
ونظر باحثون من كلية لندن الجامعية في أربعة طلبات قياسية للقهوة وقارنوا بصمتها الكربونية.
وتعد قهوة اللاتيه، المصنوعة من الكثير من الحليب، الأكثر إثارة للشعور بالذنب، يليها الكابتشينو والفلات وايت ثم الإسبرسو الخالي من الألبان.
وقال الباحثون إن استخدام بدائل الحليب غير الألبان سيجعل مشروب الكافيين المفضل لديك أكثر صداقة للبيئة.
ويتم إنتاج أكثر من 20 مليار رطل من القهوة على مستوى العالم كل عام، وتجاوزت الإيرادات 55 مليار دولار في عام 2019.
وتتطلب القهوة الكثير من المساحة والموارد، ما يقدر بنحو 25% من إزالة الغابات في بيرو وحدها مرتبطة بإنتاج البن.
ووفقا لمارك ماسلين، أستاذ علوم الأرض في جامعة كوليدج لندن، فإنه بالمعدل الحالي، سيتضاعف إنتاج القهوة ثلاث مرات في الثلاثين عاما القادمة، ما يضع مزيدا من الضغط على الموائل الاستوائية المثقلة بالفعل.
وباستخدام الطرق التقليدية، ينتج عن زراعة وتصدير كيلوغرام واحد من البن العربي ما يعادل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، في المتوسط، إلى 15.33 كغ من ثاني أكسيد الكربون.
وكتب ماسلين في مجلة The Conversation: “باستخدام كميات أقل من الأسمدة، وإدارة استخدام المياه والطاقة بشكل أكثر كفاءة أثناء الطحن وتصدير الحبوب عن طريق سفن الشحن بدلا من الطائرات، ينخفض هذا الرقم إلى 3.51 كغ من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوغرام من القهوة”.
وفي تقرير نُشر في مجلة Royal Geographical Society، قام ماسلين وطالبة الدكتوراه كارمن ناب بحساب البصمات الكربونية لأربعة مشروبات قهوة شهيرة مصنوعة في “ستاربكس” باستخدام البن العربي التقليدي من البرازيل وفيتنام، وهما من أفضل مناطق القهوة في العالم.
وحددوا أن قهوة اللاتيه لها بصمة كربونية حوالي 0.55 كغ، يليها الكابتشينو بـ0.41 كغ والفلات وايت 0.34 كغ. وجرعة إسبرسو من دون حليب لها بصمة كربونية تبلغ نحو 0.28 كغ.
وذكروا أن “النسبة الأكبر من الحليب مقارنة بالقهوة المستخدمة في هذه المشروبات أدت إلى زيادة كبيرة في البصمة الكربونية”. وبالنسبة لإنتاج القهوة التقليدية، زادت البصمة الكربونية بنسبة 25 % (الفلات وايت)، و 50% (كابتشينو)، و100% (قهوة لاتيه) مقارنة بالإسبريسو.
وتنخفض هذه القيم في جميع المجالات بنحو 20 كيلوغراما إذا تم إنتاج الحبوب بشكل مستدام.
ويقول كل من ماسلين وناب إن التغييرات في سلاسل الزراعة والنقل، وكذلك في كيفية استهلاكها، يمكن أن تقلل من البصمة الكربونية للقهوة بنسبة تصل إلى 77%.
ويوصي فريق البحث بعدة استراتيجيات لمزارعي البن لتقليص تأثيرهم البيئي، من استخدام النفايات العضوية بدلا من الأسمدة الكيماوية، إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة بدلا من الكهرباء لتشغيل المعدات.
وكتبوا: “إن تحميص حبوب البن في بلدهم الأصلي يجعلها أخف وزناً أثناء النقل أيضا، وبالتالي يمكن للسفن حرق وقود أقل عند نقل نفس الكمية من القهوة”.
لكن تقريرا حديثا يشير إلى أن الجهود البيئية الحالية التي يبذلها كبار المحمصين للقهوة والتجار ليس لها تأثير يذكر.انتهى29