خام -متابعة :
اعتاد المراهق العراقي، أسيد محمد البهادلي، على رسم لوحات سوداء للتعبير عن خوفه من فقدان والدته التي أصيبت مؤخرا بفيروس كورونا المستجد مع زوجها.
وأوضحت، نهلة النداوي، الأكاديمية العراقية والناشطة في مجال حقوق المرأة في حديثها إلى شبكة “سي إن إن”، أن ولدها الوحيد الذي يعاني من التوحد، بدأ يرسم لوحات مفعمة بالسواد عقب إصابتها بفيروس كورونا مع زوجها الذي بات بمثابة أب حنون لابنها.
ويبدو أن أسيد الذي فقد والده الطبيب في انفجار سيارة مففخة على جسر الجادرية لا يرغب في أن يخسر آخر ملاذ آمن له.
وأكدت النداوي أنها أصيبت بالخوف عندما علمت بإصابتها بوباء كوفيد 19 لعلمها الجلي بالأوضاع المريعة للمرافق الصحية في بلادها والتي تعاني الإهمال والفساد بشكل كبير منذ العام 2003 .
ولكنها قالت إن أزمة مرضها كشفت عن مزايا لم تكن تعرف أنها موجودة لدى ابنها، فهو على سبيل المثال كان يعمل على تعقيم المنزل وإحضار متطلباته، الأمر الذي ساعد أسرته على تخطي الأزمة.
“الجانب الإيجابي أننا اكتشفنا أن قدراته أكبر مما كنا نعتقد”، تقول النداوي في تصريحات لسي إن إن.
الأم العراقية كانت تخشى جدا على ولدها من الإصابة والمرور بالألم الشديد التي مرت به، خاصة وأنه لن يستطيع التعبير عن ذلك الألم، فأسيد يواجه صعوبات في التعبير عما يريد عن طريق النطق.
تجدر الإشارة إلى النداوي، تعتبر من أبرز الشخصيات النسائية في العراق المدافعة عن حقوق المرأة، وكانت قد عادت إلى البلاد مع زوجها المعارض في 2004 عقب سقوط نظام صدام حسين.
ورغم التهديدات التي تتعرض لها من ميلشيات طائفية بسبب نشاطها الحقوقي المساند لحقوق المرأة ومساواتها مع الرجل، لم تغادر العراق، وتصر على أن تبقى فيه.
ويشهد العراق تدهورا كبيرا في القطاع الصحي بسبب عقود من الفساد، وزاد انتشار فيروس كورونا من تردي الأوضاع.
وسجل العراق حتى الآن نحو 270 ألف إصابة مؤكدة بالفيروس، مما سبب ضغطا كبيرا على المستشفيات، ازداد بعد إصابة عشرات الأطباء العراقيين بالفيروس ووفاة العديد منهم بسببه.
ويقول أطباء عراقيون إن الوزارة لا توفر معدات العزل والوقاية والتعقيم بشكل جيد، مما يعرض حياتهم إلى الخطر. انتهى (1)
المصدر : سي إن إن