خام-متابعة: توصف النميمة، بأنها “إحدى العادات السلبية، وتقابل غالباً بازدراء أو عداء، ويجهل أغلبنا وجهها الاجتماعي الآخر”، إذ يؤكد خبراء علم الاجتماع اليوم، أنها “قد تكون جزءاً مهمّاً من التعاون الاجتماعي داخل المجموعات الصغيرة، والحصول على معلومات قيمة بشكل مجاني، أكثر مما نتخيل”.
وتعرف النميمة في علم الاجتماع بشكل مختلف عن تعريف الناس لها، إذ ترد على أنها “الحديث عن شخص ما في غيابه، بطريقة تتضمن تقييمه إيجابياً أو سلبياً، مما يعتبر ضرورياً في إيضاح المعايير الاجتماعية السائدة، وعلى الرغم من الافتراض الشائع بأنها سيئة دائماً وذات نتئج خبيثة، وجدت دراسة بريطانية حديثة أن 3-4% منها فقط، ذات نتائج خبيثة، وفقاً لموقع “بي بي سي”.
1- النميمة تساعد على تلافي بعض الأمراض:
تساعد النميمة أحياناً على فضح الغش، أو باعة الأغذية الذين يتداولون منتجاتهم بشكل غير آمن، حيث يحذر الناس بعضهم في الحالات التي يصعب فيها إيصال أدلة للسلطات، أو التي تتطلب وقتاً، ريثما يتخذ الإجراء القانوني المناسب، مما يساهم في تقليل انتشار الأمراض المنقولة بالغذاء.
2- النميمة تحمي من التحرش الجنسي:
توضح سالي فارلي، أستاذة علم النفس في جامعة بالتيمور، أهمية النميمة في حماية النساء من المتحرشين، في ظل غياب الإجراءات الرسمية التي تأخذ شكاويهن على محمل الجد، وتقول، لم يلحظ الناس أن “تعريف حركة #Metoo، التي لعبت دوراً مهماً في فضح هارفي وينستن، ينطبق على تعريف النميمة”.
وأضافت، أعتقد أن “هذه الحركة كانت طريقة النساء في إعادة تأكيد قوتهن”.
3-النميمة عن المشاهير تنفيس نفسي:
وتطاول النميمة غالباً الأشخاص الذين نعرفهم، إلا أن “التغطية الإعلامية الدائمة للنجوم، لا تدعهم بمنأى عنها”، وتوضح أندريا ماكدونيل، أستاذة الإعلام في كلية إيمانويل، أن “لهذا الأمر خلفية اجتماعية مهمة أكثر من مجرد الترفيه”.
وتقول، “يميل الناس لتداول الفضائح الجنسية، أو إفشاء المعلومات الشخصية للمشاهير، ليشيروا بشكل غير مباشر، إلى حياتهم هم، والأشياء التي يفعلونها من دون أن يشعروا تجاهها بالراحة، ويبدو أن وجود نموذج شهير يشبههم يمنحهم نوعاً من الطمأنينة”.
-النتائج المؤذية للنميمة:
تتزايد النميمة غالباً داخل المجموعات التي لا تمتلك النفوذ والسلطة، مما يجعل الناس فيها يتناقلون تفسيراتهم الخاصة للحقيقة، وهذا يتضمن فوائد عديدة، مثل فضح الرجال السيئين الذين يديرون إمبراطوريات إعلامية، إلا أنه “قد ينتج أيضاً أموراً سيئة، مثل انتشار الشائعات الكاذبة التي تدمّر سمعة بعضهم أو تسبب العنف. وتصبح أكثر خطراً في المجتمعات النامية، فقد تؤدي لعواقب قاتلة، كجرائم الشرف”.
-ذا نتجنب العواقب السلبية للنميمة
توضح فارلي، أن “النميمة خطرة في زمن اعتماد مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار”، لأن طبيعتنا ككائنات اجتماعية تجعل من السهل التلاعب بنا، إلا أنها تؤكد، أن “الشائعات الكاذبة تتلاشى بسرعة”، وتقول، “يقيم أغلبنا دوافع النميمة بشكل لا شعوري، وينبذون الأشخاص الذين يثرثرون بشكل سلبي لمصلحتهم الشخصية” وتضيف، “يدرك الأشخاص الأذكياء أن أولئك الذين يكثرون من النميمة السلبية، يكذبون أغلب الوقت، لذا تصبح أقوالهم مصدراً للشك، باختصار، يحترم الناس ويثقون فقط بمن يتداولون النميمة بشكل انتقائي”.
وتقترح جينيفر كول، أستاذة علم النفس الاجتماعي، في جامعة مانشستر متروبوليان، أربعة أمور لتجنب العواقب السلبية للنميمة:-
-وتتضمن الحفاظ على السرية في تداول الأقاويل
-عدم نشر الشائعات الكاذبة
-مناقشة الأخبار مع أشخاص آخرين يعرفون عنها
-تجنب إخفاء شخصية من نقل الخبر.