وكالة اخبارية عراقية مستقلة

علاوي: كورونا العراق من النوع الضعيف وتخفيف الحظر في رمضان لا يشمل فتح الجوامع

خام-بغداد:أعلن وزير الصحة العراقي، جعفر صادق علاوي، أن بلاده طلبت مليون علبة فحص فيروس كورونا عن طريق منظمة الصحة العالمية، ستصل الأسبوع المقبل وستكون حصة إقليم كردستان منها لا تقل عن 200 ألف علبة، مرجحاً أن يكون “فيروس كورونا الذي أصاب العراق من النوع الضعيف، لذلك فإن المجموع الكلي للإصابات قليل، والوفيات قليلة”.

وقال علاوي في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية وتابعته “خام” بإيضاح، إن “المدارس والجامعات ستبقى مغلقة، وسنرفع قراراً إلى مجلس الوزراء، يقضي بتخفيف حظر التجوال في شهر رمضان، ليكون من 6 مساءً حتى 6 صباحاً مع إبقاء الجوامع مغلقة”، مشيراً إلى “مراقبة الوضع الصحي خلال التخفيف التدريجي، وإذا أصبحت زيادة بالاصابات غير مسيطر عليها وأكثر من التوقع، بهذه الحالة سنتخذ إجراءات سريعة للعودة إلى منع التجول الكامل”.

وفيما يلي نص المقابلة: 

رووداو: هل الوضع في العراق تحت السيطرة؟

 جعفر صادق علاوي: تحيتي لشعب كردستان الحبيب وحكومة كردستان الموقرة، وأشكركم على هذه الاستضافة، نحن في الحقيقة نتعاون تعاوناً كاملاً مع إخوتنا في إقليم كردستان، ولي زميل حبيب الدكتور وزير الصحة، د. سامان برزنجي، ونحن بتعاون مستمر بيننا وبين الإقليم، وإن شاء الله يبقى هذا التعاون الإنساني والخلقي والطبي بيننا وبين كردستان العزيزة الحبيبة.

نعم عندنا إجراءات قوية اتخذت في العراق والإقليم وبقية أنحاء العراق منذ اليوم الأول مما عرف بموضوع الإصابات في الصين، وكان عندنا 63 طالباً مع بعض العوائل في هذه المنطقة المصابة في الصين، ووهان، وتمت الإجراءات السريعة لإخلاء مستشفيات لاستيعاب هؤلاء القادمين وهم عراقيون ومن حقهم العودة للعراق.

واتخذنا إجراءات بغلق الحدود وإجراءات منع التجوال وغلق المدارس والجامعات ونفس الطرق اتخذناها بالتعاون مع الأخوة في كردستان، كان التعاون والإجراءات مشابهة، ويمكنني أن أقول مطابقة إلى درجة كبيرة.

هذه الإجراءات التي اتخذها العراق، هي التي حمت هذا البلد من المرض الذي أصاب الدول المتطورة طبياً كأميركا وأوروبا، فعدد الإصابات والوفيات في أوروبا وأميركا بالآلاف.

عندما انتشر المرض للأسف في الجارة إيران كان غلق الحدود من الأمور الأساسية لوقف السفر من وإلى إيران، وهذه المسألة ليست لها علاقة بالسياسة وإنما هو علاقة صحية بالتفاهم مع الجارة إيران، وطبقنا نفس الإجراء بالنسبة للحدود الكوردية الإيرانية. لكن مع الأسف صارت بعض التسربات، وأول مصاب بكورونا دخل إلى كوردستان كان بطريقة غير رسمية، لمريض قلب كان يتعالج في إيران ورجع إلى كردستان وهو مصاب بمرض كورونا، كانت هذه الإصابة الأولى، وأول إصابة في العراق ككل كانت في النجف أيضاً لمسافر من جمهورية إيران الإسلامية، وتم علاجه ونقله إلى إيران، ولكن للأسف انتشر المرض عندنا، في كردستان وفي بقية العراق.

رووداو: نستنتج مما تقولون أن الوضع مسيطر عليه، هذا أولاً، وثانياً هل تخبرنا بعدد مختبرات الكشف عن كورونا في العراق؟ وهل عند العراق ما يكفي من مختبرات الكشف عن كورونا؟

علاوي: بدأنا بمختبر واحد فقط في بغداد وأعتقد أنه كان هناك واحد في هولير، والآن المختبرات بالتعاون مع الصين، وصل عندنا عدد المختبرات في كافة محافظات العراق، في الإقليم وفي العراق، بقي عندنا بعض النواقص، أعتقد أن هناك بعض المحافظات في العراق ليس فيها هذه المختبرات. لكن كل المختبرات الآن مقيّمة مع سيطرة نوعية والأجهزة التي يتم بها الفحص، حصلنا على كميات كبيرة منها، وتم توزيعها بين إقليم كردستان والعراق.

هناك حاجة، نعم. طلبنا أعداداً كبيرة جداً، لكن للأسف الذي وصلنا يمكن أن أقول إنه أقل من 50% من الطموح، ونحتاج كميات أكبر، وإن شاء الله ستصل في الوقت المناسب، لكن لدينا ما يكفي لمطاراتنا في السليمانية وأربيل وبغداد والنجف والبصرة لعلب الفحص السريع.

وإن شاء الله ستكون كل مختبراتنا وأجهزتنا كاملة في هذا الأسبوع.

رووداو: هل تخبرنا بالأرقام كم هو العدد، والعدد الإضافي الذي تحتاجون إليه؟

علاوي: الآن كل محافظة في العراق يوجد فيها مختبر، لم تكن المشكلة تنحصر في تجهيز المختبر بل تدريب الكوادر أيضاً، والآن ندرب كافة كوادرنا عن طريق الـ(تيليميديسن) تلفزينات الإنترنت، ولدينا أطباء يذهبون إلى كل المحافظات العراقية لدراسة موضوع السيطرة النوعية.

مختبراتنا كلها تقريباً تحت السيطرة حالياً والمتبعة، وفي حال وجود شك تسحب الفحوص إلى المختبر المركزي في بغداد وتتم إعادة الفحوص، وأستطيع أن أطمئن الشعب العراقي بأن فحوصاتنا كلها ممتازة ودقيقة ولم يكن هناك غير خطأ أو اثنين.

رووداو: لماذا نجد عدد الاختبارات في العراق قليلاً، فمثلاً هناك 3000 أو أقل أو أكثر في اليوم، وأظن أن عدد من خضعوا للاختبار في مختبرات الكشف عن كورونا حتى الآن هو 50000 لماذا العدد ضئيل؟

علاوي: هذا صحيح، في الحقيقة الطلبيات التي عندنا لـ(الكت) وأجهزة الفحص والجهاز الناقل للفحص كانت جداً قليلة، لكنها الآن بدأت تزيد، وقد انتقلنا من مرحلة فحص المشتبه بهم فقط إلى قيامنا بفحوص استباقية للمناطق المشتبه بها، وقمنا بأول الفحوص في مدينة الزعفرانية القريبة من بغداد، وفحصنا بحدود 3000 مواطن واكتشفنا وجود خمسة مصابين إيجابياً بالمرض.

نعم، انا معك، كان السبب هو التلكؤ في طلبياتنا ولكن بعد تدخل منظمة الصحة العالمية ومساعدتها لنا، بدأت أعداد (الكتس) تتزايد. نرجو أن نتمكن من توفير (الكتس) والأجهزة لكل أجزاء العراق.

رووداو: أشرتم إلى منظمة الصحة العالمية، هل تخبرني بحجم المساعدة التي قدمتها لكم حتى الآن؟ ثانياً، هل يوجد لدى العراق ما يكفي من لوازم طبية كالقفازات والكمامات إضافة إلى علب الاختبار والمختبرات؟

 علاوي: علاقتنا بمنظمة الصحة العالمية وطيدة ونحن نعمل معهم بكل القرارات التي تأتينا من جنيف ومن مكاتبهم في بغداد وكوردستان. الأخ المسؤول عن مكاتب العراق، الأستاذ أدهم اسماعيل، نجري مكالمات بصورة شبه يومية معه، وهو في زيارات مستمرة لكوردستان، وأيضاً لديهم مقر عندنا في وزارة الصحة. هذه هي علاقتنا مع منظمة الصحة العالمية.

لمنظمة الصحة العالمية أذرع كبيرة أكثر من العراق وعندما كنا نطالب بعدد من (الكتس) للمطارات وعندما شحت عندنا، استطاعوا أن يجلبوا كميات بحدود 4000 إلى 6000 كت أعطينا جزءاً منها إلى إقليم كردستان وجزءاً للمطارات، وطلبنا عن طريقهم مليون (كت) وستأخذ كردستان حصتها من هذا العدد، وحسب ما أخبروني به الأخوة في منظمة الصحة العالمية، ستصل هذه الكتس إلى العراق الأسبوع القادم.

كما تعلمون، نحن لم نكن مهيأين، كما هي حال بقية دول العالم، لكن الضغط الذي وقع على كل العالم زاد من حجم الطلب على هذه الأجهزة والمعدات، وقد نفعتنا علاقاتنا مع منظمة الصحة العالمية كثيراً، ونأمل أن تتوفر لنا كافة المعدات.

رووداو: وماذا عن اللوازم الطبية وحصة إقليم كردستان؟

 علاوي: يحصل إقليم كردستان دائماً على حصته في هذا السياق، وبالنسبة إلى المليون كت التي طلبناها سيخصص منها ما لا يقل عن 200 ألف كت للإقليم.

في الحقيقة، أول كمية وصلتنا من الكمامات والقفازات والملابس الوقائية كانت من الصين، كانت أول دفعة وصلتنا من الصين، للأسف لم يكن العدد كافياً كما ارتفعت أسعارها في الأسواق العراقية، حسب ما سمعت من 1000 دينار للكمامة إلى 10000 دينار عراقي، لكن وبالتعاون مع وزارة الصناعة العراقية تم إنتاج الكمامات وبأعداد هائلة وصل إلى 75000 كمامة في اليوم الواحد، وطرحت في الأسواق فانخفضت الأسعار إلى السعر الأولي.

بالنسبة إلى الملابس وإلى القفازات، نحن لا نزال نستوردها من الصين وهناك كميات هائلة منها تصل إلى العراق.

نحن أرسلنا، ولكن ليس الكمية التي طلبها إقليم كردستان، بل أرسلنا كميات أقل مما طلبه الأخوة في كردستان وعندما تكتمل عندنا الكميات التي عندنا تصنيعياً والمستوردة ستأخذ كردستان حقها المشروع.

رووداو: كيف هو الدعم المالي المقدم لوزارة الصحة من مجلس الوزراء الاتحادي؟

علاوي: بالاتفاق مع وزير المالية، الأخ الدكتور فؤاد حسين، تم صرف 1/12 من الميزانية لوزارة الصحة، هذا من وزارة المالية لوزارة الصحة. أما بالنسبة للتبرعات فكانت كبيرة من الأخوة في الكويت ومن الولايات المتحدة الأميركية ومن البنوك العراقية، البنك المركزي والبنك التجاري وبنك الرافدين وغيرهم، نحن نعطي حصة إقليم كردستان من هذه التبرعات، وأعتقد أننا دفعنا منها للمحافظات الكوردية مثلما دفعنا للمحافظات الأخرى وأتصور أنه كان ما يقارب مليوني دولار لكل محافظة.

رووداو: ما هو بالتحديد المبلغ الذي أرسلتموه لإقليم كردستان؟

علاوي: لا أعرف الرقم بالضبط، ولكن كان لكل محافظة، السليمانية، هولير و… لكل محافظة كردية ذهب إليها مليونان، من المفروض أن يكون قد ذهب إلى كل محافظة ما بين 1.8 مليوناً ومليوني دولار.

رووداو: إن كان كذلك فقد أرسلتم نحو ثمانية ملايين دولار إلى إقليم كردستان، لأن للإقليم أربع محافظات؟

علاوي: أعتقد أنه كان أقل من هذا الرقم. كان طلب الأخوة الكرد أن نبعث هذه الأموال إلى وزارة الصحة في إقليم كوردستان، صار هناك تأخير بسبب منع التجوال، وكان الاتفاق أن تذهب المبالغ إلى وزارة الصحة لكنها للأسف وزعت على المحافظات الكوردية من وزارة المالية العراقية.

لكن في المستقبل، وحسب طلب الأخوة الكرد ستذهب كل الأموال لوزارة الصحة الكوردية، وهذه المسألة كانت من أسباب التلكؤ في بادئ الأمر.

رووداو: قال وزير صحة إقليم كردستان إنهم تلقوا نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون دولار تقريباً…

علاوي: نعم، لكن من المفترض إن كانت هناك متبقيات من المبالغ لهم فستدفع لهم حسب متطلبات كردستان وحق كردستان. كل هذه الأموال مراقبة من الحكومة العراقية.

بالنسبة للمال، أي مبلغ يدخل للعراق إن كانت تبرعات أو من ميزانية الحكومة العراقية سيقسم هذا المبلغ حسب متطلبات إقليم كردستان وحق كوردستان من المبلغ.

رووداو: أود أن أسأل أيضاً، هل هناك حصة لحلبجة كمحافظة؟

علاوي: لا أستطيع أن أجيب على سؤالك هذا، فهذا في الحقيقة هو حسب الاتفاق السياسي وأنا لا أعرفه، لكن وزير المالية ووزارة المالية دفعت المبالغ حسب الاتفاقيات، وليس من حقي أن أتدخل فيها، وأنا لا أعرف ولا أستطيع أن أجيب، لكن من المؤكد سينال شعب كوردستان حقه.

رووداو: إلى متى يجب أن تكون الدراسة معطلة، وكذلك المرافق العامة والدوائر؟ ولأنكم مطلعون على الوضع، إلى متى سيستمر حظر التجوال؟ وإلى متى ستستمر هذه الحالة؟

علاوي: المدارس والجامعات ستبقى مغلقة، وبالاتفاق مع الخبراء الغربيين والعراقيين توصلنا إلى قرار سيرفع إلى مجلس الوزراء، يقضي بتخفيف حظر التجوال في شهر رمضان، وسيكون منع التجول من 6 مساءً حتى 6 صباحاً، وستعود نسبة تصل إلى 25% من موظفي الوزارات إلى وظائفهم، حسب طلب شخصي من الوزير المعني، باستثناء الموظفين المطلوبين لحل مشكلة التلكؤات التي حصلت بإغلاق هذه الوزارات، والأهم من بينها التلكؤ الذي حدث في وزارة المالية بسبب منع التجول، وستصرف كل الدفوعات المالية التي تستحقها كردستان وبقية المحافظات.

رووداو: دكتور، أعلنتم في تصريح لكم أننا سننجو من هذا الفيروس بحلول شهر حزيران، هل ستستمر هذه الحال حتى حزيران؟

 علاوي: سنبدأ في شهر رمضان بالتخفيف تدريجياً من منع التجوال والتجمهر والتجمعات وسنراقب الوضع الصحي خلال التخفيف التدريجي، وإذا أصبحت زيادة بالاصابات غير مسيطر عليها وأكثر من التوقع، بهذه الحالة سنتخذ إجراءات سريعة للعودة إلى منع التجول الكامل.

بالنسبة للتجمعات والجوامع، فسيبقى هذا ممنوعاً، فنحن قد أبلغنا الوقفين السني والشيعي بهذا، وسيتم التوافق بيننا ومراكز التجمع.

في ساعات رفع الحظر، بعد السادسة صباحاً سمحنا للمولات بفتح أبوابها، والمطاعم ستبقى مغلقة، فقط خدمة التوصيل متاحة. سنبدأ ببعض التسهيلات.

رووداو: أخبرني عن تصريح لكم أعلنتم فيه أن بعض من يبرأ من الفيروس يصاب به من جديد، ما سبب هذا؟ ولماذا يصابون بالفيروس من جديد؟

علاوي: في الحقيقة، أولى الحالات التي شفيت في كوريا الجنوبية وهي دولة متطورة، أصيب جزء قليل من المصابين الذين شفوا بالمرض مرة ثانية، وحدث هذا في الصين أيضاً، ونحن عندنا نحو 700 مواطن شفوا من المرض وشكلنا لجنة لدراسة هؤلاء المصابين الذي شفوا، خوفنا من عودة نتائج تحليلهم من سلبي إلى إيجابي، ومن الذين تم فحصهم مرة ثانية وجدنا خمسة منهم رجع الفيروس إليهم مجدداً فتم حجرهم مرة ثانية وإعادة علاجهم. طرحنا هذا السؤال على منظمة الصحة العالمية وجامعة لندن وكانت الإجابة أن هناك أنواعاً من الفيروسات لم تكتشف جميعاً لحد الآن وقسموها في بريطانيا إلى ثلاثة أقسام: أ، ب، ج، وهذا يعزى إلى أن هذه الفيروسات منها شديد القوة ومنها الضعيف، ويعتقدون أن الذي أصاب العراق كان من النوع الضعيف، لذلك فإن المجموع الكلي للإصابات قليل، والوفيات قليلة.

رووداو: ما هي المشاكل التي ظهرت عندما أعلنتم أنكم تستخدمون البلازما لعلاج المرض أو الوباء؟

علاوي: لا توجد هناك مشكلة في العلاج بالبلازما، فقط حصلنا على موافقة المصاب وبدأنا بعلاج ثلاث حالات يتم علاجها الآن حسب الضوابط المتبعة في جامعة لندن، وحسب التحليلات والوضع الصحي لهؤلاء المرضى كما جاء في تقرير لمدينة الطب في بغداد أن التحسن كان جيداً جداً، وقد تحسن المرضى اليوم حسب ما علمت.

طريقة العلاج هذه هي طريقة صحيحة، وإذا نجحنا فيها سنتبعها في كافة أنحاء العراق.انتهى(ع-ع)

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.