خام – متابعة: عندما نخوض في الحديث عن التجميل والموضة وعمليات التجميل في إيران، فإننا نتحدث عن النساء بشكل أساسي، خاصة في عملية تجميل الأنف، حيث تصنف الإيرانيات من بين الأكثر إجراء لعملية تجميل الأنف في العالم. ولكن دخل الشبان حديثا حلبة التجميل، ليشكلوا تنافسا وسباقا مع النساء في ظاهرة جديدة على الساحة.
فمنذ فترة قصيرة، انتشرت على مواقع التواصل ظاهرة حديثة بين الشباب الإيراني لاقت إعجابا كبيرا بينهم، وهي كسر الأذن التي بدأ بها بعض الأفراد في مراكز غير مرخصة في بعض المدن الإيرانية.
وتعد الأذن المكسورة في المجتمع الإيراني منذ القدم وحتى يومنا هذا رمزا للمصارعين الأبطال، وذلك لأنهم أكثر عرضة للإصابات خلال تدريباتهم الرياضية وأبرزها كسر الأذن، فأصبحت هذه الإصابة علامة تميزهم عن بقية فئات المجتمع بسبب آذانهم المكسورة.
وبما أن هؤلاء المصارعين يحظون بمكانة اجتماعية لائقة في المجتمع بسبب بطولاتهم الرياضية أولا، وأخلاقهم وتواضعهم ومساعدة الآخرين ثانيا، يحاول الشباب من خلال كسر آذانهم التشبه والتمثل بهؤلاء الرياضيين، وذلك لكسب النظرة الإيجابية التي ينظرها المجتمع تجاه هؤلاء الأبطال، بالإضافة إلى رغبتهم في التفاخر بين بعضهم البعض.
يقول رضا -وهو مسؤول إحدى الصفحات التي تروج لهذه الظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي “بما أن كثيرا من الشباب يعاني خلال تدريباتهم الرياضية من ألم شديد فور كسر آذانهم، نقوم نحن بكسرها من دون ألم، من خلال إبرة مخدر وعبر أصابع اليد”.
وأضاف رضا أنه “يقوم بالعملية مقابل ثلاثمئة ألف تومان (23 دولارا تقريبا)، وعلى الشخص أن يرسل صورة أذنه وعمره قبل قدومه كي يُنظر لنوعية أذنه وإمكانية كسرها”، ولفت إلى أنه “لا يقوم بكسر أذن صغار السن، ويتفاوت عدد المراجعين عنده يوميا بين فرد وعشرة أفراد، كما أنه يعطي الأولوية للقادمين من مدن بعيدة.”
تحذير طبي
ومن جهة أخرى، يحذر الرياضيون وكذلك الأطباء من الآثار السلبية لهذه العملية، وذكر علي رضا رضايي -الحائز على ميداليات أولمبية وعالمية في المصارعة- أن المصارعة رياضة نشطة، وعلى تصادم دائم مع أجزاء مختلفة من الجسم، لا سيما الأذن.
ويوصي رضايي المصارعين الجدد بألا يتعجلوا كسر آذانهم، لأن الكسر لا يأتي إلا بعد ممارسات رياضية طويلة، وإلى الآن هناك رياضيون حائزون على ميداليات عالمية من دون أي كسر في الأذن، محذرا من المشاكل الطبية التي قد تعتريهم بعد كسرها.
مخاطر كسر الأذن
ويقول الدكتور محمد رضا كمالي أردكاني -وهو اختصاصي أنف وأذن وحنجرة- “لكسر الأذن آثار سلبية كثيرة، أبرزها تراجع جمال الأذن من حيث الشكل، وخسارة لونها الطبيعي، وميلها للون الأسود، بسبب توقف الدورة الدموية في تلك المنطقة، وكذلك قد يضطر الأطباء لخيار قطع الأذن أحيانا بسبب التلف الذي قد يلحق بها في حال تعرض المصاب لعدوى مستمرة”.
وأشار أيضا إلى تقلص في حجم ثقب الأذن وزيادة الشمع فيها، كما يؤثر كسر الأذن سلبا على حاسة السمع الذي يغدو ضعيفا مع مرور الزمن، وتحمل المصاب الألم الشديد خلال وقت النوم.
وأضاف أنه في الدول المتقدمة، يستخدم المصارعون واقي الأذن لتجنب احتمالية كسرها. انتهى (خ،م)