خام / صلاح الدين : شكلت البيوت العتيقة في قضاء الضلوعية جنوبي محافظة صلاح الدين ركيزة أساسية للتواصل الاجتماعي وتناقل الارث وأصبحت بديلا عن المقاهي الشعبية،فيما اعتبرها محللون انها باتت مطبخاً سياسيا لمعالجة مشاكل وطنية .
فبساط عمره ٤٠عاما ودلة تفوقه بخمسين اخرى ومنزل قبلهما ، واجيال تديم التواصل وتزيد تقاليد وقيم ورثتها عن اجداد اسسوا لمجد لايزول من مكارم الأخلاق والكرم برغم قساوة الظروف التي مر بها العراق.
ويقف الشيخ منير الحسين وعمه قيس منذ ساعات الصباح الاولى للترحيب بزوارهما لتناول القهوة والشاي يرافقه دفئ الاستقبال ونار هادئة يزيد سخونتها الحوارات لتي تطرح فيتحول المكان الى مطبخ سياسي وتتخلله قصص ومآثر ابطالها بعض الحاضرين .
ويشاركنا الحديث المحلل السياسي ناظم علي مؤكدا انه يحرص على الحضور في مضيف اللجي ويشارك في حوارات سياسية تهتم بالشان العراقي وتطوراته.
وقال علي ل خام “تحضر الى هذا المجلس فئات عمرية متعددة ويجري تبادل الاّراء ومناقشة ترشيق بعض العادات الاجتماعية بهدف التماشي مع تطورات العصر بشرط المحافظة على القيم والتقاليد المتوارثة،وأحيانا تكون الجلسة كمطبخ سياسي لإنضاج فكرة تخدم المجتمع.
بدوره يشير ابراهيم حمد المختص بالتاريخ ل خام انه يستمد من هذه الجلسات مواضيع عدة ويدلي بدلوه ليصحح البعض منها وفقا للمصادر الرصينة ويجد استجابة من المستمعين.
ويمضي بالقول ان حب المشاركة واخبار المدينة مهم ونحن متآلفين مع هذا المكان فانا دائم الحضور منذ اربع سنوات والمس تجدد في طرح المواضيع،مبينا انها متنفس جيد بغياب المقاهي العامة وأماكن الترفيه.
من جهته يؤكد الشيخ قيس العلي اللجي ل خام ان هذه البيوت العتيقة “مدارس تربوية وعامل للتماسك الاجتماعي وتناقل الموروث الشعبي”.
ويقول وهو مشغول بطحن القهوة وتحضيرها إننا نحاول نقل التقاليد والقيم الأصيلة الى شبابنا ونسعى جاهدين لتكريس التسامح والتكافل الاجتماعي ولهذا لانسمح ،بحوار طائفي او متطرف ،ونشجع على تبادل الرؤى وترشيق بعض العادات الاجتماعية التي باتت تشكل عبئا على طبيعة الحياة والتزامات الموظفين.
ويشاركنا الحوار الشيخ حسين المشعل (٧٥ عاما)وهو يرتشف القهوة بالقول انه “يداوم على الحضور وخصوصا لمعالجة بعض المشاكل الاجتماعية وتقريب وجهات النظر حولها،لافتا انه يعقد جلسات مسائية مماثلة في بيته ايضا لكن لقاءات الصباح في بيت اللجي أساسية .
ويضيف المشعل ان العشرات من هذه البيوت تتوزع بين قرى وعشائر الضلوعية وتقوم بنفس الأدوار الإصلاحية والاجتماعية ولدينا تزاور وتواصل من اجل تعزيز التماسك والتعاون بما يخدم المجتمع ويحافظ على الارث الذي تعلمناها من اجدادنا ،مشيرا الى عدم الحاجة للمقاهي الشعبية وما يختلط بها من أفكار وأهواء غير ملتزمة.انتهى (ع .م)