أثارت واقعة تهديد ” حزب الله العراق ” لرئيس الجمهورية برهم صالح، بشأن لقائه الرئيس الأمريكي، الجدل في الأوساط السياسية والشعبية، وأعاد طرح التخوفات إزاء قبضة هذه الميليشيات على المشهد في البلاد.
وهددت كتائب حزب الله المدعومة من إيران، الرئيس برهم بمنعه من دخول العاصمة بغداد، في حال لقائه الرئيس الأميركي، على وقع التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
لكن الرئيس العراقي تجاهل ذلك، والتقى أمس دونالد ترامب، على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادي.
غير أن الواقعة أثارت حفظة النشطاء العراقيين، وسط مطالبات بإنهاء تسلط المجامع المسلحة على القرار الرسمي للدولة.
الخبير الأمني مؤيد الجحيشي، يرى أن ”تهديد الفصائل المسلحة لرئيس الجمهورية يؤكد سطوة تلك تلك المجاميع على الدولة، بتواطؤ حكومي، إذ من غير المعقول أن توجه تلك الفصائل تهديداتها إلى رئيس الجمهورية، على مرأى العالم كله، وهو ما يمثل استخفافا بالشعب“.
بل يرجح الجحيشي، في تصريح “ أن يكون الرئيس صالح ”في خطر لدى عودته إلى بغداد“، قائلا: ”هذه الفصائل المدعومة من إيران، من السهل عليها فعل شيء حيال ذلك، خاصة في ظل التحشيد الحاصل ضد الولايات المتحدة، واعتبار التواصل معها جريمة“.
وأشار إلى أن ”قوة الفصائل باتت أعلى من الدولة، إذ تمتلك المواقع العسكرية، والأسلحة الخفيفة، وحتى الصواريخ، بتواطؤ الأجهزة الحكومية“.
وربط مراقبون بين تلك التهديدات وبين رفض الرئيس تكليف ثلاثة مرشحين تقدم بهم تحالف البناء، الذي يضم جميع النواب المؤيدين لإيران في البرلمان العراقي.
في إطار تعليقه على الواقعة يرى القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ماجد شنكالي، أنه ”كان يمكنهم الانتقاد وليس التهديد، ولديهم ممثلوهم في البرلمان، أما تهديد رئيس الجمهورية من قبل فصائل هي جزء من مؤسسة رسمية فهذا أمر لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال“.
ونشر محمد صالح العراقي، المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، منشورا مقتضبا قال فيه ”فخامة رئيس الجمهورية، حامي السيادة وحامي الثوار“، وأرفق صورة لرئيس الجمهورية، وهو ما اعتبره ناشطون تأييدا من الصدر لخطوات صالح، وعدم ممانعته من لقاء ترامب، باعتبار ذلك ينضوي ضمن الأطر السياسية والدبلوماسية.
بدوره، يرى الخبير الأمني هشام الهاشمي، أن ”التهديدات تعد انقلابا على الشرعية الدستورية لرئاسة الجمهورية، وتجاوزات على رئاسة الجمهورية غير موجودة بكل دول العالم“، معتبرا أن ”قيادات الجماعات التي أطلقت التهديدات كانت تتمنى مصافحة ترامب في مؤتمر دافوس الاقتصادي“.
وأضاف أن ”صالح يدرك جيدا مخاطر إخراج القوات الأمريكية من العراق، إضافة إلى إمكانية تنفيذ الفصائل تهديداتها ضده، إذ إن السلاح المنفلت يتحكم بالقانون في البلاد“، وفق قوله.
وتعد كتائب حزب الله، أحد فصائل الحشد الشعبي والتي كان يرأسها أبو مهدي المهندس، الذي اغتيل في غارة أميركية.انتهى (1)
المصدر :إرم نيوز