خام-متابعة :
تركزت الحملة الدعائية التي أطلقها البرلماني العراقي ”فائق الشيخ علي“ لترؤس الحكومة، على طلب الدعم السياسي من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
ومنذ أيام، يخوض الشيخ علي سجالًا ”محتدمًا“ مع القوى السياسية والأحزاب لترشيحه لرئاسة الحكومة، وذلك بعد أن قدّم أوراق ترشحه رسميًا إلى رئيس الجمهورية برهم صالح قبل أيام.
والشيخ علي نائب من محافظة النجف، مثير للجدل بسبب تصريحاته النارية ضد الأحزاب السياسية وخصومه، والتي تصل أحيانًا إلى الشتم والقذف، ويعرف في الأوساط بـ ”برلماني العرقجية“ على خلفية مخاطبته محتسي الخمور بضرورة انتخابه لأنه دافع عنهم، وذلك خلال انتخابات العام الماضي.
ووجد الشيخ علي في مقتدى الصدر أقرب الشخصيات التي من الممكن أن تدعمه في الوصول إلى المنصب، باعتبار أن رئاسة الحكومة من حصة الشيعة، ولا بد من دعم إحدى كتلها الكبار.
وقال الشيخ علي في حوار ”ساخن“ أمس السبت ”إذا دعمني الصدر فهو قرار جيد بالنسبة للصدر والتيار الصدري وآل الصدر، وأعتقد أن الصدر إذا استعرض الأسماء فسيجدني شخصًا مناسبًا، ولا أعتقد أن هناك من هو أفضل مني لإيصال العراق إلى بر الأمان“.
وعند سؤاله عن أولى خطواته في حال تسمله المنصب، أشار إلى أنه ”سيقضي على جميع مظاهر التسلح في العراق“.
ووجه الشيخ علي كلامه إلى الصدر قائلًا ”يا سماحة السيد الصدر، تتحدث منذ سنوات عن الإصلاح، وتصدر بيانات ضد المسيئين في التيار الصدري، وأنت تعرف تاريخي وأصلي وفصلي ونضالي ودوري، ونحن جيران، ووالدك كان صديقي، والآن أمامك قرار وطني بتبني فائق الشيخ علي من قبلك شخصيًا ومع كتلة سائرون“، مردفًا ”أو ابقَ في دور المحايد دون تدخل، ودعني أعتمد على المتظاهرين في إيصالي إلى المنصب“.
وينشط الشيخ علي منذ أيام على قنوات التلفزة والحوارات الخاصة، بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي، معتمدًا على الفشل ”الذريع“ الذي مُنيت به الأحزاب الحالية في إدارة البلاد، خلال السنوات الماضية.
ورفع المتظاهرون في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، غير مرة صور الشيخ علي، تأييدًا لترشيحه للمنصب، لكن آخرين يرون فيه شخصية ”هزلية“ ومثيرة للخلافات أكثر منها جدية وصارمة حال تسلمها منصبًا رسميًا.
ويعد الشيخ علي من المناهضين للنفوذ الإيراني وانتشار الفصائل المسلحة وتفشي الحزبية والطائفية والمحاصصة في الحياة العامة العراقية، على يد التكتلات السياسية التي ترى في ذلك مصلحة لها، وإبقاء لها في حكم البلاد.
ويستبعد مراقبون للشأن العراقي وصول الشيخ علي إلى المنصب، إذ لا يمكن لتلك الطبقة دعم شخصية تقضي عليها بشكل كبير، وتحد من الفساد المتمرسة فيه خلال السنوات الماضية.
وتشتعل المنافسة على منصب رئيس الحكومة العراقية بين الأحزاب والكتل، فيما يقترب القيادي في ائتلاف المالكي، وزير التعليم الحالي قصي السهيل، من الظفر بالمنصب، بحسب الاتفاقات الأخيرة.انتهى (1)