خام – بغداد: احتجاجاً على عمليات الموت المستمرة التي تطال الكثير من ناشطي الاحتجاج العراقي القائم منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حاولت الناشطة المدنية، شذى جمعة، لفت أنظار الرأي العام بقصّ شعرها.
وأقدمت جمعة، ذات الـ55 عاماً، على قصّ شعرها وسط ساحة التحرير مركز العاصمة بغداد، للتعبير عن حالة الانكسار والحزن الشديد تجاه ما حصل من قتل وترويع المحتجين من قبل جهات مجهولة، تسمى داخل العراق بـ”الطرف الثالث”، في إشارة إلى الجماعات المرتبطة بإيران.
يذكر أن عملية قصّ شعر المرأة في العراق يدل على حالة الانكسار الداخلي، كما هو تعبير عن حالة اليأس والحزن الشديد، وهي ظاهرة نابعة من الثقافة القبلية عن العرب داخل العراق.
“ثقافة الموت والتخريب”
وقالت جمعة، الحاصلة على شهادة الدكتوراة في الإعلام، إن “المأساة العراقية في الفترة الماضية والحالية تؤكد أن الفاعل في السلطة لا يريد الاستقرار الحقيقي لهذه البلاد المجروحة منذ أمد بعيد”، متسائلةً: “إلى متى يبقى هذا الدمار الإنساني في العراق؟ لماذا لا يتم استئصال ثقافة الموت والتخريب والانحدار؟”.
وتابعت: “الحكومات التي أعقبت التغيير بعد عام 2003 لم تلبِّ طموحات الشارع العراقي، رغم أنها منبثقة عبر الآليات الديمقراطية، وهي الانتخابات والاستفتاء، وغيرهما”، مبينة أن “تلك الحكومات أوغلت كثيراً في الفساد، أي الفساد على كافة الأصعدة المالية والإدارية، وحتى الأخلاقية”.
مشاركة منذ احتجاجات فبراير 2011
وتعليقاً على حضورها الفاعل داخل الوسط الاحتجاجي، قالت جمعة: “أشارك دوماً في كل تظاهرة تناكف سلوكيات السلطة الفاسدة، لاسيما أن تلك السلوكيات أخذت الكثير من حياتنا كعراقيين، أخذت السعادة والاستقرار والأمان، ونخشى أن تأخذ المستقبل الذي نقاتل من أجله”.
إلى ذلك أضافت أنها “متواصلة مع كل احتجاج شعبي ينال من الحكومة القائمة على الصفقات الطائفية والحزبية المشبوهة”، مشيرة إلى “مشاركتها في الاحتجاج الأول الذي خرج ضد حكومة نوري المالكي في فبراير/شباط 2011”.انتهى(ث،ش)