خام- متابعة: “تحدث معي.. أريدك أن تكون حيًّا”.. بتلك الكلمات أطلق رواد منصات التواصل الاجتماعي بمصر مبادرة لمواجهة ظاهرة الانتحار التي باتت هي الأشهر والأكثر انتشارًا في البلاد.
والسبت الماضي انتحر طالب مصري بإلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة، أحد أبرز المعالم السياحية بالعاصمة، في واقعة أثارت فزعًا وظلت حديثًا للبرامج الفضائية والإذاعية على مدى ثلاثة أيام.
ولاقت المبادرة الافتراضية قبولا واسعًا من فنانين وإعلاميين شاركوا عبر حساباتهم عبارة “انتحار الاكتئاب حقيقي وليس لعبة، إذا كنت تشعر بالاكتئاب من فضلك تحدث معي أريدك أن تكون حيًا”.
والتقطت كاميرات برج القاهرة (يبلغ ارتفاعه 187 مترًا) لحظة إقدام طالب بكلية الهندسة بجامعة حلوان (جنوبي العاصمة) على الانتحار بإلقاء نفسه من أعلى البرج، مما أدى إلى مصرعه في الحال.
ونقلت وسائل إعلام، بينها صحيفة “أخبار اليوم” المملوكة للدولة، عن شهود عيان قولهم إن أحد أصدقاء الطالب كان برفقته ولم يستطع إقناعه بالعدول عن قراره، مؤكدا أنه كان يمر بظروف نفسيه صعبة (لم يوضحها).
والاثنين، أعلن النائب العام المصري حمادة الصاوي “إجراء تحقيقات موسعة في واقعة نشر جزء من تسجيلات آلات المراقبة في برج القاهرة، والخاصة بواقعة انتحار الطالب، على أن تعلن النيابة العامة كافة التفاصيل فور انتهاء التحقيقات.”
ولفتت الواقعة الأنظار إلى أهمية العلاج النفسي الذي لا يزال ينظر إليه بشيء من الدونية في مصر، إذ انتشرت حملات للتوعية بخطورة المرض النفسي وأهمية علاجه كغيره من الأمراض العضوية التى تحتاج إلى العلاج والرعاية.
والأحد، دعت الإعلامية المصرية لميس الحديدي عبر برنامجها بفضائية عربية إلى ضرورة “تحليل نفسي للمجتمع بعد كثرة حالات الانتحار”، مؤكدة أن المقطع المصور المنتشر للطالب أزعج المصريين، وأن المشهد مفزع.
أما الفنان المصري محمد هنيدي فنشر على حسابه بموقع تويتر صورة تحمل عبارة “انتحار الاكتئاب حقيقي وليس لعبة، إذا كنت تشعر بالانتحار أو الاكتئاب، وليس لديك صديق، من فضلك تحدث معي أريدك أن تكون حيًا”.
وقال الفنان المصري أحمد السقا على حسابه بموقع تويتر “يا رب احفظنا من كل شر ومن كل مراحل الاكتئاب ومن الحزن.. بلاش شير (مشاركة) للفيديو الموضوع مؤذي لأهله ولينا كلنا”.
وجددت دار الإفتاء المصرية تأكيد فتواها بأن الانتحار حرام شرعا، وأطلقت الأحد وسمًا (هاشتاغًا) بعنوان “#حملة_التوعية_ضد_المرض_النفسي” و”#المرض_النفسي_أشد_من_العضوي”.
وأخيرًا أثير جدل بشأن جدوى تشجيع مرضى الاكتئاب النفسي على الحديث أو البوح بأوجاعهم أملًا في التعافي، إذ اعتبرها البعض مسكنات لا تصل بمريض الاكتئاب إلى بر الشفاء الذي يتأتي من خلال العلاج النفسي والدوائي.
وتأتي واقعة انتحار الطالب من أعلى برج القاهرة بعد وقوع حالات مماثلة بمحطات مترو الأنفاق في الآونة الأخيرة، وفق تقارير محلية.
كما أن واقعة انتحار البرج ليست الأولى لانتحار شخص من أعلى برج القاهرة في السنوات الأخيرة، إذ انتحر ثلاثة شباب من المكان ذاته لأسباب أسرية ونفسية أعوام 2012 و2015 و2018.
ومن وقت إلى آخر تشهد مصر محاولات انتحار، ينجح بعضها، لأسباب اقتصادية وعاطفية.انتهى (خ،م)