خام-متابعة:”قالت مصادر طبية في بغداد إن خمسة متظاهرين قتلوا وأصيب أكثر من مئة آخرين جراء إطلاق الأمن القنابل المدمعة والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين في ساحة الخلاني القريبة من ساحة التحرير، وقد استطاعت قوى الأمن استعادة ثلاثة جسور بالعاصمة كان يسيطر عليها المحتجون”.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية وطبية أن قوات الأمن قتلت خمسة على الأقل أثناء محاولتها إجبار المحتجين على التقهقر صوب موقع تجمعهم الرئيسي وسط بغداد، وهو ساحة التحرير، واستخدمت قوات الأمن في تدخلها الذخيرة الحية وقنابل الصوت والقنابل المدمعة.
بالمقابل، نفت وزارة الداخلية في بيان وقوع ضحايا بين المتظاهرين في ساحة الخلاني، وقالت الوزارة إن قوات الأمن لم تستخدم الرصاص الحي لتفريقهم.
وبدأت الاحتجاجات في العراق بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ طالب المحتجون بتوفير وظائف وخدمات، وانتشرت تلك الاحتجاجات من العاصمة إلى مدن في الجنوب بمطالب وصلت إلى التغيير السياسي الشامل للنظام الطائفي في البلاد ورحيل الطبقة الحاكمة.
معركة الجسور
وتسبب التدخل الأمني أمس السبت في إصابة العشرات، واستعادت على إثرها قوات الأمن السيطرة على ثلاثة جسور رئيسية ببغداد، عدا جسر يربط المنطقة الشرقية من العاصمة التي تضم أحياء سكنية وتجارية بمقر الحكومة عبر نهر دجلة.
وأفاد مراسل الجزيرة بإصابة عدد من المتظاهرين بحالات اختناق، نتيجة استخدام الأمن القنابل المدمعة لتفريق المعتصمين في ساحة السِنَك، القريبة من الجسر المؤدي لمقر السفارة الإيرانية والمنطقة الخضراء وسط بغداد.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن نفذت فجر اليوم السبت حملة اعتقالات واسعة بحق المتظاهرين أسفل جسر السنك، وأضافوا أن عددا من المتظاهرين اعتقلوا.
ورغم أن الأعداد الكبيرة من المتظاهرين تتجمع في ساحة التحرير، فإن المواجهات تدور منذ أيام عدة على أربعة من 12 جسرا في العاصمة، ويتعلق الأمر بجسور السنك والجمهورية والأحرار والشهداء.
وفي سياق متصل، قالت منظمة العفو الدولية إن على السلطات العراقية وقف استخدام القوة المفرطة وغير القانونية ضد المتظاهرين، وأضافت المنظمة أنه يتوجب على السلطات “حماية حق الشعب في الحياة والتجمع والتعبير عن الرأي”.
وأحصت المنظمة الحقوقية الدولية مقتل 264 متظاهرا في أنحاء العراق منذ أكثر من شهر حتى الآن.
بيان الحكومة
من جانب آخر، وعد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في خطاب له أمس السبت بالتحقيق في سقوط قتلى من المتظاهرين، وبالإفراج عن المعتقلين منهم، ما عدا أولئك المحتجزين بسبب جرائم جنائية.
وقال عبد المهدي في بيان له إن الضغط الجماهيري أحد أهم عوامل دفع القوى السياسية للقبول بالإصلاحات المطلوبة، مؤكدا أنه سيجري تغييرات وزارية شاملة أو جزئية في حكومته للخروج من نظام المحاصصة، ودعا رئيس الحكومة إلى عودة الحياة إلى طبيعتها بعد أسابيع من الاضطرابات.
— عادل عبدالمهدي (@AdilAbdAlMahdi) November 9, 2019
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اثنين من كوادر أحد الأحزاب العراقية أن الأحزاب الرئيسية الكبرى بالبلاد واصلت اجتماعاتها في الأيام الأخيرة بهدف إيجاد مخرج للأزمة السياسية.
وأشار أحد المصدرين السابقين إلى أن “الأحزاب السياسية اتفقت في اجتماع ضم غالبية قيادات الكتل الكبيرة على التمسك بعادل عبد المهدي، والتمسك بالسلطة مقابل إجراء إصلاحات في ملفات مكافحة الفساد وتعديلات دستورية”.انتهى(ع-ع)