خام -متابعة : ” فاز بوريس جونسون على منافسه وزير الخارجية، جيريمي هانت، ليصبح رئيس الوزراء المقبل في بريطانيا، بحسب نتائج أعلنها حزب المحافظين اليوم، الثلاثاء”.
وحصل رئيس بلدية لندن السابق ووزير الخارجية السابق
على 92153 صوتا من أصل حوالى 159 ألفا من أعضاء الحزب، مقابل 46656 صوتا لهانت، وسيتولى بالتالي رئاسة الحزب، على أن يتولى رئاسة الوزراء بعد ظهر الأربعاء بعد زيارة للملكة إليزابيث الثانية التي ستكلفه تشكيل الحكومة المقبلة.
يشار إلى أن جونسون (55 عاما) قد أثار الكثير من الجدل خلال السنوات الثلاثين الماضية، لكن ذلك لم يعرقل صعوده نحو أعلى مراكز السلطة في البلاد.
وكان جونسون وزيرا لخارجية بريطانيا منذ أكثر من سنة في أواخر عام 2017 حين ارتكب هفوة في قضية البريطانية – الإيرانية، نازانين زغاري – راتكليف، المحتجزة في إيران، والمتهمة بالمشاركة في تظاهرات ضدّ النظام الإيراني.
وأعلن الوزير أمام لجنة برلمانية حينها أن زغاري – راتكليف كانت تقوم بتدريب صحافيين عند توقيفها في نيسان/ أبريل 2016، معززا تهم طهران ضدها، في وقت كان يؤكد فيه أقرباؤها أنها كانت في إجازة.
وتراجع جونسون عن هذه التصريحات، لكن ذلك لم يجنبه دعوة الكثيرين له للاستقالة.
وكتبت هذه العبارة بالأحرف العريضة على حافلة جالت البلاد خلال حملة استفتاء 23 حزيران/ يونيو 2016: “ندفع كل أسبوع 350 مليون جنيه للاتحاد الأوروبي، الأجدى أن تذهب هذه الأموال إلى نظام الرعاية الصحية”.
واعتبر جونسون أن القيمة المقدرة لتلك الأموال “معقولة”، مؤكدا أن الخروج من الاتحاد الأوروبي يسمح “باستعادة السيطرة” على هذه المبالغ.
لكن بحسب بيانات المفوضية الأوروبية، ارتفعت قيمة الفاتورة التي تدفعها المملكة المتحدة أسبوعيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى 135 مليون جنيه استرليني بين عامي 2010 و2014، أي أدنى بمرتين ونصف مما أكده جونسون.
وبحسب نايجل فاراج الشعبوي وأكثر مؤيدي بريكست تطرفا، فإن تلك التقديرات الخاطئة للأموال هي “خطأ المسؤولين عن الحملة الانتخابية”.
ولوحق جونسون قضائيا بتهمة الكذب بسبب تأكيده لهذه الحسابات العشوائية. وانتهى الأمر بإسقاط محكمة لندن العليا تلك التهم، وأيدت دفاع جونسون بأن “دوافعها سياسية”.
كما سبق أن اقترح جونسون، حينما كان رئيسا لبلدية لندن عام 2014 إقامة “جسر – حديقة” بين ضفتي نهر التايمز، بمسافة 366 مترا من الأشجار والزهور، واعتبرها “واحة الهدوء المذهلة”.
لكن المشروع انهار بسبب ملف التمويل الذي لم يدرس بشكل جيد. وبعدما قدم بداية على أنه “هدية” للندنيين يمول من مساهمات مالية خاصة، تبين أنه كلف بالنهاية دافعي الضرائب البريطانيين ملايين الجنيهات لو تم إنجازه.
وفي عام 2017، قرر خلفه صادق خان وقف المشروع بعد أن تبين أنه مكلف جدا.
وحين كان رئيس بلدية، اشترى جونسون أيضا من ألمانيا ثلاث مركبات مزودة بخراطيم مياه لتجهيز الشرطة البريطانية بها بثمن فاق 300 ألف جنيه. ولأنها لم تستخدم أبدا، أعيد بيعها مقابل ثمن أدنى بثلاثين مرة من ثمنها الأساسي.
ولدى سؤاله عام 2004 عن علاقته خارج الزواج مع الصحافية في مجلة “سبيكتيتور”، بيترونيلا وايت، أجاب جونسون الذي كان رئيساً لتحرير المجلة بأن هذا الكلام “هراء”.
وكان جونسون، الرجل المتزوج والأب لأربعة أطفال، حينها، يمثل أملا كبيرا بالنسبة لحزب المحافظين.
لكن والدة الصحافية كشفت حينها أن ابنتها كانت حاملا وأجهضت. وأمام انفضاح كذبه في هذه القضية، استبعد جونسون حينها من قيادة حزب المحافظين.
لكن متحدثا باسم المحافظين اعتبر يومها أن “أيام جونسون في السياسة لم تنته بعد”.
وفي مقال نشره جونسون في بدايات مهنته الصحافية في صحيفة “تايمز”، كتب: “يقول الأستاذ الجامعي كولن لوكاس إن الملك إدوارد الثاني عاش مرحلة من الفجور مع المثلي بيرس غافيستون في قصر شيد عام 1325″.
هذا الاقتباس الذي نشر في عام 1988 في مقال جونسون يتضمن مشكلتين: الأولى أن غافستون أعدم عام 1312، فمن المستحيل لذلك أن نجده في قصر بعد ذلك بـ13 عاما، والمشكلة الثانية هي أن كولن لوكاس لم يدل أبداً بهذا الكلام.
وصرفت الصحيفة جونسون من عمله في أعقاب ذلك لأنه اختلق الاقتباس، لكنه نفى أن يكون فعل ذلك.
لكن جونسون الملقب ب”بوجو” والذي كان خريجا جامعيا جديدا انتقل إلى العمل في صحيفة “تلغراف” وأصبح مراسلا لها في بروكسل، حيث عمد على تغطية عمل المفوضية الأوروبية بكثير من المبالغة والفوضى، من خلال الإضاءة على أكثر الأمور غرابة في المؤسسات الأوروبية، مثل حجم النقانق والمراحيض.انتهى” (ع-ع)