خام- متابعة : أكد قائد قوات الطوارئ الكندية لمنطقة الشرق الأوسط، الجنرال كولن كيفر، ان المساوئ السياسية والاجتماعية التي كانت السبب في ظهور تنظيم داعش ماتزال بعيدة عن أية حلول في العراق.
واضاف الجنرال كيفر، خلال لقاء مع موقع CBC News الإخباري الكندي، أن “العراق كان قد انغمس في حرب طائفية طويلة أثناء الغزو الأميركي، وهو كابوس بدأ يتعافى منه الآن بشكل بطيء”.
وقال أيضاً، إن “ضمان القضاء على داعش على المدى البعيد ومنع عودته من جديد يتطلبان بعض الإصلاحات في ترسيخ المصالحة بين أطياف الشعب في العراق وتنفيذ مشاريع إعادة إعمار المناطق المحررة واسترجاع الخدمات الأساسية فيها بدءاً من توفير المياه والكهرباء”
وتابع الجنرال، من مقر بعثة القوات الكندية في الكويت قائلاً: “نحن نرى قادة ومسؤولين محليين ومحافظين يبذلون جهداً للتقريب ما بين الناس وحل المشاكل على المستوى المحلي، ولكن على المستوى الوطني لا نرى مثل هذا الجهد”.
ويوم الثلاثاء الماضي، قال التحالف الدولي ضد داعش إنه “ساند فرقاً لقوات مكافحة الإرهاب العراقية في هجوم نفذته الأسبوع الماضي على خلايا نائمة للتنظيم في سلسلة جبال منطقة وادي الشاي شمالي العراق”.
وقال الجنرال كيفر إن “تنظيم داعش يحاول جاهداً إعادة ترتيب صفوفه من جديد”.
وأضاف: “إنهم ما يزالون يحاولون جاهدين إعادة تواجدهم المسلح في كل من العراق وشمال شرق سوريا. على سبيل المثال نشاهدهم وهم يحاولون نقل مسلحين ومعدات على طول حوض نهر الفرات. إنهم يحتلون مناطق جبلية في الصحراء”.
وقال، إن “الغرض من الغارات والضربات الجوية التي تشن بين الحين والآخر ضدهم هو إبقاء الضغط عليهم لمنعهم من التوسع أكثر”.
وأشار الى أن “كساد الاقتصاد العراقي ومعدلات البطالة العالية مع انسحاب القوات الأميركية عام 2011 جعلت كثيراً من المدن العراقية أرضاً خصبة لتجنيد المتطرفين. وحالما دخل مسلحو داعش الموصل قادمين من قاعدتهم في سوريا انسحبت أمامهم قوات الأمن المحلية، الأمر الذي تسبب باحتلال الموصل عام 2014. وتطلب الأمر ثلاث سنوات من حملة عسكرية تقليدية بدعم جوي للتحالف لطردهم من كل مناطق العراق المحتلة بضمنها الموصل مخلفة مدناً وقرى مدمرة”.
والعام الماضي، تعهد المجتمع الدولي بتقديم 30 مليار دولار مساعدة لإعادة إعمار البلاد، وهو مبلغ أقل بكثير من الكلفة التي خمّنتها حكومة بغداد لتغطية إعادة إعمار المدن المحررة والبالغة 88 مليار دولار.
ووجد بعض الخبراء الدوليين، بحسب CBC News أن “ضعف التوجه نحو التبرع ساهم كثيراً في تحقيق هذا المبلغ، في وقت ماتزال فيه الانقسامات السياسية لانتخابات العام الماضي تلعب دوراً في زيادة الشكوك بقدرة البلاد على تحقيق الاستقرار”.
وبعد سنة ونصف تقريباً من انتخابات العراق البرلمانية، ما يزال البلد بدون وزراء للدفاع والداخلية والعدل والتربية، ويقول الجنرال كيفر، إن “الساعة تقرع نواقيس الخطر بالنسبة لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي وتدعوه لتحقيق إصلاحات ضرورية”.
وأضاف: “وصلوا الى نقطة فتحوا لأنفسهم فرصة لتحقيق هذه التغييرات. إن الأمر يعود الى حكومة العراق للبدء بتحقيق تغييرات وإدخال إصلاحات”.
في الشهر الماضي مددت الحكومة الكندية مهلة بقاء مدربيها العسكريين في العراق الى نهاية شهر آذار من عام 2021. تمديد المهمة الذي بدأ في خريف عام 2014 لم يأتِ بشكل مفاجئ طالما أن الحكومة الكندية وافقت الصيف الماضي على تولي قيادة مهمة حلف الناتو للتدريب في بغداد.
وتوفر كندا قوة من 250 جندياً لأغراض الأمن والنقل مع 12 جندياً آخرين لأغراض تدريب القوات المسلحة العراقية لكي يتسلوا مهام الأمن بأنفسهم، فضلاً عن قيام قوات خاصة كندية بتوفير المشورة والمساعدة لقوات عراقية في شمال البلاد.
وبشكل عام تمتلك كندا قوة قوامها 850 جندياً منتشرين في كل أنحاء الشرق الأوسط.انتهى (1)