خام – الانبار: تقدر خسارة الانبار بالمليارات جراء اغلاق منافذها الحدودية التي تعد الشريان الاقتصادي ورفع للموازنة التي تخصص في اعادة تأهيل وتنفيذ المشاريع الخدمية والصناعية التي تفتقر اليها المحافظة بسبب قلة التخصيصات المالية في كل عام .
ترتبط الانبار كبرى المحافظات العراقية بثلاثة منافذ حدودية وهي منفذ القائم الذي يربط العراق بسوريا وطريبيل بالاردن وعرر بالسعودية مع وجود منفذ الوليد بين العراق وسوريا والذي توقف العمل فيه منذ عام 2003.
عودة متواضعة
وقال عضو مجلس محافظة الانبار فهد الراشد في تصريح لـ”خام”، ان “الظروف الامنية التي مرت بها محافظة الانبار في عام 2014 وتوقف الحركة العمرانية والاستثمارية واغلاق المنافذ الحدودية الثلاثة بين الانبار والسعودية وسوريا والاردن سبب خسارة تقدر بالمليارات سنويا”.
واوضح ان “المنافذ الحدودية كانت توفر مردودات ضخمة لموازنة الانبار خلال السنوات الماضية التي سبقت احداث تنظيم داعش الارهابي وكانت المبالغ المالية تخصص لانشاء مشاريع خدمية وصناعية ترفد الموازنة المالية التي تحدد من الحكومة المحلية”.
وتابع قائلا ان “الفترة الحالية شهدت اعادة افتتاح منفذ طريبيل بين العراق والاردن غربي الانبار لكن منفذ القائم والوليد السوري مازال مغلق بسبب الاحداث التي تمر بالمناطق السورية منذ سنوات وعدم استقرار الوضع الامني فيها”.
وبين الراشد ان “منفذ عرعر بين العراق والسعودية لم يتم افتتاحه بشكل كامل وعمله اختصر في موسم الحج مما يتطلب عقد اتفاقيات حكومية ليكون المنفذ مفتوحا امام التبادل التجاري ونقل المسافرين”.
مافيات سياسية تؤخر المشاريع التنموية في الانبار
فيما كشف مصدر حكومي مسؤول في ديوان محافظة الانبار ان “مافيات سياسية وشخصيات تمتلك النفوذ هي من تؤخر اعادة افتتاح المنافذ الحدودية وتعرقل مشروع تاهيل الطريق الدولي الذي هو مكمل ورافد تنموي لاقتصاد العراق والانبار خصوصا”.
واضاف المصدر لمراسل “خام”، ان”الحكومة المركزية وقعت عقد تنفيذ مشروع حماية وتاهيل الطريق الدولي لشركة امريكية لكن المشروع توقف والغي بعد ضغوطات سياسية مورست لكسب مصالح ومبالغ مالية على الجهات التي كانت مخولة في تنفيذ خطوات المشروع”.
واكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان “المحاصصة والتدخلات السياسية والحزبية هي من اخرت اعادة افتتاح المنافذ الحدودية وتاهيل الطريق السريع لحين اخذ حصة مالية لبعض الساسة ولمن يمتلك النفوذ”.
ادارة سيئة واهمال متعمد
وقال المحلل الاقتصادي هيثم المحمدي في تصريح خص به وكالة”خام”، ان “سوء الادارة واغلاق المنافذ الحدودية للانبار كبدها خسارة 4 مليار دينار سنويا وهذه المبالغ كانت تساند الموازنة المالية للمحافظة حيث ان الانبار لها العديد من المنافذ الحدودية منها منفذ طريبيل ومنفذ الوليد ومنفذ القائم”.
واضاف ان “الاسباب وراء اغلاق هذه المنافذ هي عدم تامين الطرق والعمليات الارهابية التي شهدتها المحافظة من تنظيم داعش الارهابي حيث توقفت من خلالها الحركة التجارية وسير الشاحنات التي تنقل البضائع والسلع “.
واشار الى ان “هناك الكثير من المواطنين توقفت اعمالهم لانهم كانوا يعملون على الطرق الحدودية مثل طريق طريبيل الذي يربط الانبار بسوريا وعند غلق هذا الطريق توقفت اعمالهم واحوال المحافظة حيث اغلاق المنافذ الحدودية تعد قرارا خطيرا “.
طرق مغلقة وارزاق مقطعة
وقال المواطن محمد نايف، من اهالي الرمادي والبالغ 30 عاما، “كنت اعمل على الطريق السريع بنجرجي ولا املك اي وظيفة او راتب اخر وكان عملي على الطريق السريع سد حاجاتي وحاجات اهلي وعندما تم اغلاق الطريق توقف عملي وانا الان لا املك اي عمل اخر”.
واضاف المواطن في حديثه لـ”خام”، “انا لدي عائلة كبيرة وعملي على الطريق السريع كان يسد رمق عائلتي والان انا اجلس في المسطر لانتظر من يأجرني الاصلاح اي شيء في بيته لكي استطيع ان اوفر ما نحتاج اليه “.
مبينا ان “اغلاق الطريق السريع تعتبر خطأ كبير تقوم به الحكومة العراقية لما له من اهمية عظمى ويجب استثمارها على اي حال وتوفير الحماية لهذا الطريق “.
وقال ناظم فياض من اهالي القائم والبالغ 36 عاما لمراسل “خام”، “كنت اعمل في غسيل السيارات على الطريق السريع وكنت في احسن حال في عملي وعندما اقرت الحكومة اغلاق الطريق فقدت عملي ولان اعمل حمال للاغراض لكي استطيع توفير قوت يومي اعمل يومين او ثلاث في الشهر بعد ان كنت اعمل يوميا في غسل السيارات “.
مشيرا الى ان “اغلاق الطرق الحدودية تعد خسارة كبيرة للمواطن وللمحافظة بشكل عام لان هذا الطرق يجلب الكثير من الاموال لميزانية الدولة “.انتهى (ع.د)