وكالة اخبارية عراقية مستقلة

فرات العراق يشكو تجاوزات المتنفذين ونسب التلوث تهدد المواطن الانباري

 

خام- الأَنبار: يتعرض نهر الفرات الذي يمر في مدن محافظة الأنبار إلى تلوث كبير نتيجة التجاوزات المستمرة على جانبيه من قبل من يملكون النفوذ السياسي والعشائري فضلاً عن رمي المخلفات والنفايات التي تهدد الكائنات الحية والثروة السمكية والمياه.

وشهدت مدن الرمادي والفلوجة وهيت وحديثة ومناطق أخرى تجاوزات خطيرة على نهر الفرات من قبل أشخاص متنفذين سياسياً وعشائرياً وأصحاب المعامل والمحال الصناعية الذين يرمون النفايات الخطيرة في النهر في وقت يقوم آخرون ببناء وإنشاء مطاعم وكراجات ومعامل الحصى على ضفاف النهر دون إجازات وموافقات حكومية.

 

حكومة الأنبار تتوعد المتجاوزين بالعقاب

 

وكشف قائمقام قضاء الرمادي، مركز محافظة الأنبار إبراهيم العوسج، لمراسل “خام”، ان “العمل جارٍ لرفع كافة التجاوزات المقامة على نهر الفرات في محاور الرمادي ومحاسبة المتجاوزين وفق القانون والقضاء على هذه الظاهرة غير الحضارية”.

وأضاف العوسج، ان “بعض ضعاف النفوس يعملون على إلقاء النفايات والأَنقاض في نهر الفرات مع وجود بعض المعامل غير المجازة والتي تم رفع قسم كبير منها من قبل لجان حكومية مشتركة من دائرة البلدية والقائمقامية والأجهزة الأمنية”.

مبيناً ان “وجود النفايات في نهر الفرات وإنشاء محال ومعامل صناعية على ضفتيه يسبب تلوثاً للمياه ونفوقاً للثروة السمكية”.

 

قلة مشاريع الكري تهدد الفرات

 

والى قضاء الفلوجة حيث تحدث مدير دائرة ماء الفلوجة، مناور عبد حمد، لـ”خام”، موضحاً ان ” نسبة خطيرة من تلوث نهر الفرات في الفلوجة والنواحي والقصبات التابعة لها كان نتيجة رمي النفايات في النهر وتأخر مشاريع الكري لرفع النباتات والأعشاب الضارة والنفايات المترسبة في قاع النهر فضلاً عن النفايات التي تنتشر على ضفتيه “.

لافتاً إلى ان “الأَحواض السمكية المنتشرة في النهر وخصوصاً في الجانب الغربي من الفلوجة من أَسباب تلوث المياه حيث يستخدم أَصحاب الحقول السمكية مواد وبروتينات للأَسماك تسبب تلوثاً للمياه “.

مستدركاً ان “التجاوزات عديدة على نهر الفرات ومنها استخدام بعض المزارعين المضخات الكبيرة وإنشاء مبازل نهرية غير مجازة ما يسبب عرقلة جريان مياه النهر وعدم استخدام الثروة المائية بشكل صحيح “.

 

التلوث يتحول إلى ظاهرة خطيرة   

 

وقال المواطن ياسين سالم، من قضاء القائم والبالغ من العمر 40 عاما، ان” مشكلة التلوث ليست بجديدة ولكنها اليوم في تزايد خطير وتحولت إلى ظاهرة سلبية وقد حصلت العديد من حوادث  التسمم “.

وتابع في حديثه لـ”خام”، ان “هناك العديد من الجهات تقوم برمي النفايات والمخلفات في نهر الفرات مما يؤدي إلى تلوث مياهه وانتشار الأَمراض الوبائية إِضافة إِلى المنظرغير اللاَّئق للمدن “.

وأَشار إلى ان ” بناء المصانع والمطاعم على نهرت الفرات من المظاهر الخطيرة لأَنها تسبب على تلوث المياه بما ينتج عنها من مخلفات ترمى في النهر “.

 

الصرف الصحي من أخطر ملوثات الفرات

 

يتحدث عباس محمد، والبالغ  32عاماً من مدينة الفلوجة، وهو يجلس قرب الفرات محدقاً فيه بعين الأَلم لما فيه من تلوث كبير ونفايات منتشرة على ضفتيه، ان “مياه الصرف الصحي تعتبر الملوث الأَساسي لمياه نهر الفرات لما لها تأثير على نقاوة المياه وما تحمله من أَمراض ومياه آسنة مليئة بالبكتريا والجراثيم تؤثر على صحة الإنسان “.

لافتاً عبر “خام” إلى ان ” الفرات يعاني من ارتفاع نسبة التلوث بشكل خطير  في ظل عدم وجود أي رقابة من الجهات الحكومية التي فتحت الطريق أَمام المخالفين والمتجاوزين “.

مستطرداً ان “الحكومات والجهات المعنية فشلت في تنفيذ المشاريع اللاَّزمة وإعادة تأهيل البنى التحتية وعلى رأسها شبكات مجاري الصرف الصحي ومشاريع تدوير النفايات التي يمكن أن تقلل من نسبة التلوث في النهر “.

وتابع قائلاً ان “المبيدات الكيمياوية تعد مصدر آخر لإبادة الحياة المائية حيث أن هذه الملوثات وغيرها تهدد الثروة السمكية والحيوانية كما تهدد الإنسان “.

واعتبر ان “نهر الفرات أَصبح مكباً للنفايات ما رفع نسبة التلوث وعرض الكثيرين إلى أمراض معوية خطيرة وحالات تسمم عديدة وقعت لكثير الكبار والصغار ولكن الأطفال هم الأكثر عرضة للتسمم “.

 

انتشار أمراض خطيرة بسبب التلوث

 

المحلل المخبري بلال منتصر قال لمراسل (خام)، ان “تلوث المياه نشر كثيراً من الأمراض بين الأهالي منها  التهاب الكبد الفيروسي والسرطان والربو  والحساسية والتهابات الأمعاء وأمراض جلدية مختلفة “.

مضيفا ان “التلوث يصل إلى الحيوانات البرية التي تشرب من مياه النهر الملوثة ما قد يسبب نفوقها أو إصابتها بأمراض خطيرة تنتقل فيما بعد إلى الإنسان عن طريق العدوى “.

وتابع “المياه الملوثة تسبب نصف حالات سوء التغذية عند الأَطفال بسبب الأَمراض الناتجة عن التلوث والتي تسبب التهابات في أمعاء الطفل ثم تؤدي الى فقدان الوزن “.

وبرغم السنوات الماضية التي دقت ناقوس الخطر من الجفاف بعد ان شهدت مدن جنوب العراق شحا ملحوظا في مياه الشرب، ما زالت الحكومة تهمل اهمية نهري العراق وما زال السعي الجاد للحفاظ على هذين النهرين مطلبا شعبيا لم يلق اذانا صاغية حتى الساعة. انتهى (ع.د)

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.