وكالة اخبارية عراقية مستقلة

النازحون في الأنبار وحلم العودة .. منازل مدمرة وسمسرة سياسية

 

خام – الانبار: لم تنتهِ معاناة العوائل النازحة في المخيمات بمحافظة الأَنبار برغم الوعود الحكومية التي أَكدت قرب إنهاء هذا الملف منذ أَكثر من عامين على تحرير مدن المحافظة من سيطرة تنظيم داعش وإعادة أَغلب النازحين إلى مناطقهم .

 

ملفات عالقة وحلم بالعودة

 

عضوة مجلس محافظة الأَنبار، أَميرة عداي، اكدت عبر “خام، ان “أَسباباً كثيرة تقف وراء تأخر عودة النازحين لمناطقهم منها  ملف عوائل داعش الذي يعد من أَصعب الملفات التي تتطلب حلولاً جذرية لضمان تدقيق كامل لكافة الأُسر وعزل العوائل النازحة التي تورط أَبنائها مع التنظيم”.

وأَضافت ان “الحكومة المحلية أَغلقت مخيم الكيلو 18 غربي الأَنبار بعد إغلاق مخيمي الخالدية شرقي الرمادي وبزيبز ولم يبقَ إِلاَّ مخيمي العامرية  والحبانية”.

وأوضحت ان “أَعداد العوائل النازحة في الأَنبار يزيد على ثلاثة آلاف أسرة وستتم إعادة قسم منها إلى مناطقها بعد الانتهاء من التدقيق الأَمني لضمان سلامتها “.

 

مستحقات معلقة ونزوح مضطرب

 

فيما أَكد عضو مجلس محافظة الأَنبار فهد الراشد، ان “أسباباً كثيرة وراء تأَخر عودة الأُسر النازحة إلى مناطقها وبقائها في المخيمات برغم مرور أَكثر من عامين ونصف تقريبا على عودة أهالي المحافظة إلى مناطقهم المحررة “.

مبيناً ان “من الأَسباب التي تقف أَمام عودة العوائل النازحة تأَخر صرف التعويضات للمتضررين ممن دمرت منازلهم خلال العمليات العسكرية والإرهابية وإِعلان أَغلب أَقضية ونواحي الأَنبار كمناطق منكوبة في عام 2015 “.

 

وأَشار الراشد في حديثه لـ”خام” إلى ان “أغلب الأُسر النازحة في مخيمي العامرية والحبانية هي من مدن أَعالي الفرات كالقائم والرطبة وناحية الرمانة الحدودية مع سوريا وجزيرة هيت ومناطق أُخرى من الرمادي ممن ينتظرون صرف التعويضات لتأهيل منازلهم قبل العودة إِليها وترك خيام الفقر والمرض”.

 

مصائب نازح عند متنفذ فوائد

 

من جانب آخر كشف الناشط والباحث الاجتماعي، ناظم الهزيماوي، من الرمادي ان “جهات سياسية وشخصيات تمتلك نفوذاً ومنظماتٍ ربحية منتفعة تحاول الإبقاء على المخيمات برغم معاناة النازحين فيها دون إنهاء هذا الملف الشائك”.

موضحاً لـ “خام”، ان “جهات حزبية وشخصيات تمتلك نفوذاً وسلطة في الأَنبار لديها مشاريع تمويل للنازحين في توفير المواد الغذائية وتشغيل المولدات الأَهلية وإِدامة محطات تنقية مياه الشرب وهي تدر أَموالاً طائلة على حساب امن واستقرار النازحين”.

مستدركا ان “مخيمات النازحين في الأَنبار وفرت أَرباحاً هائلة ومكاسب لبعض المنظمات التي يشوب عملها الفساد المالي والإِداري دون محاسبة حكومية خلال الفترة الماضية التي شهدت صفقات غير قانونية في دعم الأُسر النازحة في المخيمات”.

وانتهى بالقول ان “مخيمات النازحين تضم أَعداداً كبيرة من أَهالي المحافظة وهم في ظروف إِنسانية صعبة وسط انتشار الأَمراض الجلدية والمعدية وتفشي الفقر “.

 

امية تلوح في الافق

 

وفي ظاهرة خطيرة أَثقلت كاهل الجهود الحكومية في إِعادة النازحين إلى مناطقهم وتوفير ما يحتاجونه من خدمات غذائية وإنسانية تشهد المخيمات ارتفاع نسبة الأُمية لدى الأَطفال من مختلف الأَعمار ممن تركوا الدراسة خلال سنوات النزوح والتهجير .

وقال قائمقام قضاء العامرية شاكر العيساوي، في حديث لمراسل “خام”، ان “نسبة الأُمية في مخيمات النازحين مرتفعة ما يتطلب معالجة سريعة في إعادة عدد كبير من الطلبة إلى المقاعد الدراسية وخصوصاً من الأَطفال في المرحلة الابتدائية”.

واضاف العيساوي ان “الظروف الأَمنية الصعبة التي عاشها أهالي المحافظة منذ عام 2013 وفترات النزوح سببت أجبرت أَعداداً كبيرة من الطلبة على ترك مقاعد الدراسة ما أدى إلى ارتفاع نسبة الأُمية رغم وجود مدارس كرفانية داخل المخيمات لكن لجوء الأَطفال إلى العمل لإعالة أسرهم أجبرهم على ترك دراستهم”.

 

طغمة الارهاب تلاحقهم في المهجر

 

النازحة أم ابراهيم (65 عاما) تحدثت عن محنتها وقد ارتسمت على محياها تقاسيم الالم ومنغصات العيش قائلة في معرض بوحها لمراسل “خام”، ان “الفاجعة التي تعرضنا لها كانت انتماء أَحد أَحفادي إِلى تنظيم داعش الإِرهابي بعد سيطرتهم على منطقة الملعب في الرمادي وبعد نزوحنا إِلى مخيم الحبانية عام 2015 تم عزلنا وأُطلق علينا اسم عوائل داعش ونحن منهم براء”.

وأَضافت “أَعلنا البراءة من ابننا في المحكمة وأَمام العشيرة والأَقرباء ولكن بقي كابوس التنظيم يلاحق أَبنائي وأَحفادي بتعرضهم للمسائلة القانونية بين الحين والآخر ورفض الناس التسامح معنا رغم عدم ارتكابنا أي ذنب”.

وأَوضحت “ان حلم العودة إِلى الرمادي وإِلى منزلنا المدمر أَصبح من الأَحلام التي يصعب تحقيقها رغم المناشدات التي رفعت إِلى إِدارة المخيم وإِلى من زارنا الينا في المخيم من مسؤولي الأَنبار”.

 

واقع مؤلم وحلم مجهول

 

اما النازح هلال العبيدي والبالغ من العمر 50 عاماً والذي امتزج الشيب بتجاعيد وجهه المهموم فقد تحدث لمراسل “خام”، قائلا ان “فترة بقائي في مخيم النازحين في العامرية تجاوزت الأَربع سنوات تقريباً وأَنا أَسكن هذه الخيمة مع أَبنائي الثلاثة وأَحفادهم ولم نستطيع العودة للقائم لأن كنزلي تدمر خلال العمليات العسكرية فضلاً عن صعوبة العيش في المدينة”.

وبين ان “منطقة الرمانة التي كنت أسكنها في قضاء القائم عاد إِليها عدد قليل من النازحين بسبب قلة الخدمات والدمار الكبير الذي لحق بالمنازل وعدم توفر فرص عمل للشباب في منطقة منكوبة”.

واضاف قائلا “أُريد العودة إلى أنقاض بيتي المدمر حتى لو اضطررت إلى نصب خيمة فوق أنقاضه لكي أعيش بكرامة دون الحاجة لطلب العون من أَحد كما يجري في مخيمات الذل والمهانة فنحن الآن نسكن في خيمة لا تقي من برد الشتاء ولا من حر الصيف”. انتهى (ع.د)

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.