خام – متابعات | الأحد 15 حزيران 2025
في إنجاز أثري مهم، أعلن علماء آثار في غواتيمالا عن اكتشاف ثلاث مدن قديمة تعود لحضارة المايا، وسط أدغال منطقة بيتين شمالي البلاد، تعود إلى ما قبل أكثر من ألفي عام، ما يُلقي الضوء على مستوى التنظيم العمراني والفلكي المتطور الذي بلغته هذه الحضارة.
وقالت وزارة الثقافة والرياضة الغواتيمالية في بيان، إن المدن المكتشفة تقع ضمن مثلث جغرافي، بحيث تبعد كل واحدة عن الأخرى نحو خمسة كيلومترات، وقد تم استيطانها خلال الفترة ما قبل الكلاسيكية الوسطى (1000–400 قبل الميلاد).
المدن المكتشفة:
مدينة “لوس أوبويلوس” (الأجداد):
سُمّيت تيمناً بتمثالين حجريين يُعتقد أنهما يجسدان الأجداد، وقد استخدمت مركزًا طقوسيًا دينيًا. وعادت للاستيطان خلال الفترة الكلاسيكية المتأخرة (600–900 م). تضم المدينة مجمعًا فلكيًا لرصد الانقلاب الشمسي، بالإضافة إلى مدافن بشرية وبقايا قطط، وأوانٍ فخارية، وأدوات صيد.
مدينة “بيتنال” (Petnal):
تضم هرمًا شاهقًا بارتفاع 33 مترًا، تعلوه غرفة مزينة برسومات جدارية بألوان حمراء وبيضاء وسوداء، يُرجّح أنها كانت مركزًا سياسيًا بارزًا. كما تم العثور على مذبح حجري على شكل ضفدع، في إشارة إلى رمزية الخصوبة في المعتقدات القديمة.
مدينة “كامبرايل” (Cambrayal):
تتميّز بنظام متقن لنقل المياه من خزان مرتفع إلى أسفل القصر، ما يُعتقد أنه استُخدم لتصريف النفايات، في إشارة إلى مستوى متقدم من الهندسة المائية.
وتُعد حضارة المايا من أبرز حضارات أمريكا الوسطى، واشتهرت بإنجازاتها في الفلك، والهندسة، وتقويم الوقت، فضلاً عن بناء المعابد والأهرامات.
ويمثل هذا الاكتشاف دليلاً إضافياً على عمق تطورها المدني والديني والمعرفي، خاصة في فترات مبكرة لم تكن كثير من الحضارات قد شهدت مثل هذا التنظيم.
وبحسب علماء الآثار، فإن التوزيع الهندسي للمواقع، وتطوّر بنية المدن والمراكز الفلكية، يعكس وجود شبكة سياسية ودينية متكاملة، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم نشأة وتطور حضارة المايا. انتهى ع1